لكل السوريين

بين العرض والطلب… سعر الحطب يشتعلُ في حماة

حماة/ حكمت أسود

ها قد حل الشتاء فعلياً بعد طول انحباس.. لتشتد معه وطأة تكاليف المعيشة على المواطن الذي يعيش حياة صعبة نتيجة لعدة ظروف وليزيد الشتاء من همومه.

ففاتورة المعيشة الشهرية خلال هذا الفصل في ظل ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والغذاء والألبسة تزيد عن 300 ألف ليرة للأسرة الواحدة في حين لا يزيد أجر أصحاب الدخل المحدود عن (60) ألف ليرة، وأثبتت الوقائع أن الحد الأدنى من احتياجات الأسرة هو 300 لتر مازوت أو 2 طن من الحطب، ليكون ثمن وقود التدفئة فقط هو أعلى من دخل الأسرة، فالسؤال هنا … كيف سيتدبر المواطن أوضاعه شتاء!؟!

وللتحايل على هذا الوضع، لجأ الغالبية العظمى من المواطنين إلى التدفئة على الحطب.

فأبو حسان من الريف الغربي لحماة قال: “معظم الأسر في الريف لم تستلم مخصصاتها من مادة المازوت عبر البطاقة الذكية الأمر الذي دفعهم إلى شراء الحطب بهدف التدفئة مما ساهم في رفع سعر الطن “حسب النوع والجودة “ليصل إلى 150 ألف ليرة بعد أن كان سعره العام الماضي يتراوح بين 60 -80 ألف ليرة فقط”.

بينما يوضح أبو ابراهيم من سكان حماة المدينة قائلاً: “في ظل عدم توفر مازوت التدفئة في الوقت الحالي وشح الغاز والانقطاع الطويل للكهرباء لا يوجد بديل للأهالي سوى التوجه إلى استخدام الحطب رغم أن هذا الحل لا ينفع القاطنين في المدن باعتباره من الصعب استخدامه في الشقق السكنية”.

أبو ياسين من حي البلدية قال: “بالرغم من أنني أسكن في بناء طابقي داخل المدينة إلا أنني اشتريت الحطب لاستخدمه في التدفئة، وبرر الأمر بالقول: أصبحنا في شهر كانون الثاني فمتى سيصلنا دور تعبئة مخصصاتنا من المازوت؟ عندما ينتهي فصل الشتاء؟!”.

عباس “الذي يعمل في تجارة الحطب” تحدث عن معيار تحديد أسعار الحطب حيث يتم بناء على العرض والطلب، فكلما زاد الطلب على المادة زاد سعرها، ناهيك بأن كل نوع من الحطب له سعر معين، وبذلك انتشرت سوق سوداء للحطب بعد زيادة الطلب على المادة من قبل المواطنين الذين ينتظرون دورهم في الحصول على المازوت، مما يضطر الكثير منهم إما إلى التحطيب الجائر أو شراء الحطب بأسعار مرتفعة.

ففي ظل شح البدائل من مازوت تدفئة والغاز والظروف المادية الصعبة اضطر السوريّ إلى استخدام الحطب كوسيلة للتدفئة لمواجهة الشتاء والذي أيضاً شهد ارتفاعاً بأسعاره قياساً للسنوات السابقة ليكون أحد الحلول أمام المواطن التوجه نحو التدفئة بالحطب واستخدام الطرق البدائية الأولى التي كانوا يستخدمها أسلافه في الأرض في السابق.