لكل السوريين

السلوك الأخلاقي المهذب والتصرف الراقي

الرقي سمة مميزة وتعني اللباقة والذوق الرفيع والدقة في السلوك والتصرفات مع الآخرين، وأناقة المظهر والسلوك المهذب إضافةً إلى الأسلوب المميز في الكلام وطريقة التعبير والقدرة على التأثير في الآخرين، مما يجعل هذه الصفات مهمة؛ لأنها تترك أثراً مميزاً لأصحابها عند من يتعاملون معهم، وبالتالي فإن فهم المرء الحقيقي لمعنى الرقي ينعكس إيجاباً على حياته وعمله وعلاقاته مع الآخرين، وتكمن أهمية الرقي في كونه يزيد من ثقة المرء بنفسه ومن رضائه عن حياته، ويخلق انطباعاً جيداً عنه وعن شخصيته، كما أن تصرفات المرء الراقية تسمح للآخرين بتقبلها بسرعة والرغبة في التعامل معه واحترامه وتقديره.

إن صفات الإنسان الراقية تتميز بعدة صفات تميزه عن غيره، منها: الذكاء ورجاحة العقل يتصرف الإنسان الراقي بتصرفات تظهر ذكائه وقدرته على التعامل مع المواقف بحكمة ونباهة، والتي تأتي كنتاج لممارسته لبعض الأمور التي تزيد من معرفته ومعلوماته العامة، مثل الاطلاع على الأخبار الحالية وأن تكون على دراية بما يحدث حول العالم ومع الأشخاص من حوله، بالإضافة إلى الاهتمام بالمجالات التي يرغبها مثل العلوم المختلفة كالأدب والتاريخ والفلسفة والسياسة والفنون وغيرها بقدر الإمكان وتجربة كل ما هو جديد ومفيد، إضافةً إلى القراءة التي توسع مدارك عقله وتقلل من محدودية تفكيره، وتزيد من فهمه لوجهات النظر المختلفة، ومشاركته في النقاشات المثمرة والتي تعزز من أسلوب الحوار لديه وقدرته على الإقناع والاتفاق والاختلاف مع الآخرين، وقدرته على إدراك أخطائه والاعتراف بها والاعتذار عنها؛ لأن هذه الأخطاء هي جزء من عملية نضج الإنسان وزيادة وعيه.

الأخلاق والمبادئ السامية تُظِهر أخلاق الإنسان الراقي ومبادئه من خلال كلامه ونقاشه وتصرفاته مع الآخرين، مثل ابتعاده عن الكذب والخداع والقدحْ والتعامل مع الناس بصدق وأمانة، واحترام جميع الأشخاص باختلاف أعمارهم وأديانهم ومعتقداتهم ومكوناتهن، والإخلاص في العمل وإتقانه، وحب المساعدة والتعاطف مع الآخرين، إضافةً إلى تقديمه للمدح والثناء عند التعامل مع غيره، فحين ملاحظة تصرف ما أو أمر ما مثيرٍ للإعجاب ويستحق المديح والتقدير لا بد من أن يثني على هذا الأمر، فذلك من شأنه أن يشعر الآخرين بالرضى والسعادة، كما أنه يقلل من الحواجز والتكلف بينه وبين الأشخاص، مما يساعدهم على التواصل معه بشكلٍ أفصل وأنجح ويترك لديهم انطباعاً جيداً حول صفات هذا الإنسان الثقة بالنفس والتعبير عنها بلغة الصدق تجعل الإنسان الراقي يثق بنفسه وبتصرفاته وقدراته ومهاراته، ولا تزعزع ثقته المواقف العابرة أو آراء الآخرين وانتقاداتهم حوله فهو

يعرف نفسه جيداً، ويعرف ما يحتاجه ويرغب به وما لا تحتاجه، كما أنه يكون فخوراً بنفسه وبما هو عليه وبما يقدمه من إنجازات، وتظهر ثقته بنفسه من خلال الشعور بالارتياح والثقة والقوة، والحفاظ على ابتسامة طبيعية وتواصل بصري خلال الحديث مع الآخرين.

الاهتمام بالمظهر الخارجي يشمل المظهر الخارجي ارتداء المرء لملابس أنيقة تظهر شخصيته، حيث يجب عليه اختيار الملابس التي سيرتديها ليبدو راقياً وغيرها من التفاصيل التي ترتبط بمظهره الخارجي بدقة، بحيث تتناسب مع المكان والزمان والحدث الذي سيرتاده، فملابس العمل تختلف عن ملابس الحفلات، وملابس الرياضة تختلف عن ملابس الخروج مع الأصدقاء والعائلة، والملائمة بين هذه الأمور تعكس رُقي المرء، واختيار الملابس المناسبة لا يعني شراء الملابس الأعلى ثمناً بل اختيار الملابس المناسبة ذات الجودة العالية والتي تليق به، كما أنه يشمل الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر العام الأنيق والمرتب، إضافةً إلى اعتماد الأسلوب البسيط.

اللباقة والأدب في التعامل ينبغي التصرف بلباقة وأدب مع الآخرين في كل الظروف والأوقات، سواءً في مكان العمل أو مع الأصدقاء أو أفراد العائلة أو مع الغرباء، إضافةً إلى الانتباه الدقيق للتصرفات في كل الظروف، كعدم التعامل بتعالي مع الآخرين، والتفكير ملياً قبل التسرع بالتصرف، وعدم المبالغة في ردة الفعل، والحفاظ على هدوء الأعصاب والاتزان قدر الإمكان، والتجاوز عن المشاكل والمواقف البسيطة والتي لا تستحق الانفعال، وحل المشكلات بطريقة ناجحة بحيث يجب أن يكون لدى المرء الراقي أسلوباً ناجحاً في التعامل مع المشكلات التي قد تواجهه في حياته، أو التي قد تحدث مع من حوله، بطريقة منطقية وبحكمة وهدوء وحيادية، والابتعاد عن التعصب واستباق الأحداث وإطلاق الأحكام.. من العلو أن يكون المرء راقياً في سلوكه وتصرفه اجتماعياً.

(بتصرف وعناية)