لكل السوريين

ابنتيها مريضتين، ووضعها المادي صعب.. أمٌ تتأمل شفاءً لابنتيها يثلج صدرها

السوري/ الطبقة ـ تنتظر أغلب الأمهات أولادهن ليسعدن بخبر يبشرهن بالأمل أو النجاح والحياة السعيدة، لكن بالمقابل هناك أمهات منذ زمن لم يسعدن حتى بالوقت الذي يمضينه مع بناتهن لأنهن يعانين من الأمراض والأسقام بعد فقدان المعيل والابن.

وان إصابة أحد الأولاد بالمرض يدمي قلوب الأسرة فكيف إذا كانت تلك الأمراض من العاهات الدائمة والأمراض المزمنة وقد يكون هذا المرض منذ الولادة ما يشكل عبئاً ثقيلاً على الأهل وخصوصاً الأم، والتي تتحمل الكثير من الواجبات والمعاناة التي تلقى على عاتقها.

وللاطلاع على متاعب الأسر اللواتي لديهن مرضى وتأثير ذلك على الحالة النفسية والأسرية التقت صحيفة السوري مع مطرة الشحادة البالغة من العمر حوالي 60 عاماً وهي من ريف حمص بادية الجراح إلا أن ابنتيها مصابتين بأمراض دائمة مدى الحياة وهما مصابتان بضمور وشلل دماغي.

معاناة حقيقية

وقالت الأم مطرة وحولها ابنتيها اللاتين تنظران يمنة ويسرى دون هدف تحدقان فيه لا تعرفان سوى الصياح والكلام الذي لا محتوى له ولا مجال لفهم ما تقولان “لا أحد يسأل علينا سوى الجيران وحالهم كحالي لكنهم أفضل مني رغم أنهم لا يملكون شيء، بينما أنا أعاني من مرض ابنتي إسعاف وغزيه ومع ذلك كنت آمل أن يتحسن الحال يوماً بعد يوم وتمضي الأيام وتزيد آلامي وأوجاعي مع عدم وجود المعيل”.

وتابعت “ابنتي الكبرى إسعاف الحسين المحيميد تبلغ من العمر حوالي 35 سنة، وهي مصابة بشلل دماغي منذ الطفولة لا تعرف شيئاً، وأنا أقوم بإعداد كل شيء تحتاجه لها، وفقدت الأمل منها نهائيا، وصبري بدأ ينفذ”.

متاعب عديدة

وأضافت “أختها الأصغر سناً غزية الحسين المحيميد تبلغ من العمر حوالي 32 سنة، وهي تعاني من مرض نفسي وعدم معرفة ماذا حل بأخيها وأقاربها جعل منها وحيدة في الحياة لا تتحدث مع أحد من الناس، وتلازمها حالة من العصبية وتثار عند حاجتها لأي شيء كشرب الماء أو حاجتها للطعام، وتراها تتحدث مع نفسها في كثير من الأحيان كان طبيبها المعالج في مدينة حمص يعطيها الدواء وهو يعرف تماماً ما دواءها، كانت عندما تأخذ الدواء تجدها تمارس حياتها بشكل طبيعي وعندما تترك تناول الدواء تسوء حالتها”.

وذكرت “ما زاد في حالة غزية مؤخراً هو عدم مراجعة الطبيب لأننا لا نملك حتى أبسط مقومات الحياة، ولا نملك مالاً لشراء حاجياتنا فكيف ندفع تكاليف الطبيب ليتم علاجها، أنا أصبحت اتمنى الموت في كل لحظة حتى ينتهي عذابي كيف لا وقد مرت علي أيام أكلت فيها من ورق الأشجار، لا شيء يغطينا انظروا إلى وضعي لا فراش أجلس عليه ولا طعام نأكله من يتحمل هذه الحياة وأنا امرأة عجوز لا تستطيع أن تعيل نفسها”.

واختتمت “أنا أيضاً مريضة أعاني من الضغط والسكر، كيف أعيل نفسي وأرعى بناتي أمضي الليل جائعة وأفكر إن مت ماذا سيحل بابنتي المريضتين ومن سيرعاهما، كيف أقضي بقية عمري ولمن أتركهن؟”.