لكل السوريين

تراجع الحركة الثقافية في شمال شرق سوريا بعد العدوان

تأثرت مجالات الحياة من جراء العدوان التركي الغاشم على الشمال الشرقي من سوريا، ومن هذه المجالات المجال الثقافي, حيث أصبحت المنطقة المحتلة واقعة بي تغيير ديمغرافي يهدد بامتداد الخارطة الثقافية في سوريا ككل.

وواجه المجال الثقافي العديد من الصعوبات التي باتت تعيق حركة القارئ والكاتب في المنطقة، وذلك بعد أن أدى العدوان لقطع معظم الطرق التي كانت تصل عبرها الكتب والروايات إلى الداخل السوري.

عبدالله شيخو، مسؤول في مكتبة بنداروك في القامشلي، أشار إلى أن العدوان التركي أثر بشكل كبير على جميع القطاعات الحياتية، الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، لافتا إلى أن مناحي الثقافة تغيرت برمتها بعد العدوان.

وأوضح شيخو بأن ’’الثقافة تحتاج لبيئة آمنة ومستقرة، منوها إلى أن التنظيمات الإرهابية التي احتلت المنطقة الممتدة بين رأس العين وتل أبيض ساهمت بشكل كبير في تراجع المنظومة الثقافية التي كانت نشطة قبل الاحتلال أي بعد التحرير الأخير على يد قوات سوريا الديمقراطية’’.

شيخو، أكمل حديثه بالقول “العمل الثقافي مستمر رغم الصعوبات التي تواجه المثقفين، مشيرا إلى أن العمل تأثر بشكل كبير، وأصبح الناس في شمال شرق سوريا لهم اهتمامات غير القراءة في الوقت الراهن، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن السوري في عموم سوريا”.

وذكر شيخو دليلا على أن الواقع الثقافي قد تأثر عندما قال “أرسلنا كتاب ليطبع خارج سوريا، وتأخر وصول النسخة من الكتاب إلى أكثر من ثلاثة أشهر، حيث أن الطرق مقطوعة وغير آمنة بعض الشيء، وهذا أكبر دليل على تراجع الثقافة”.

راما، مواطنة من مدينة القامشلي أشارت إلى أن الأوضاع التي تشهدها الجزيرة السورية خصوصا بعد العدوان التركي أثرت نفسيا ولغويا على الحركة الثقافية، حيث أصبح المثقفين بحسبها هي في حالة شبه حصار تام من الناحية التثقيفية.

كما أوضحت قائلة: “نحن كقراء كتب، كانت تأتينا الكتب مطبوعةً من خارج المنطقة، الآن كلّما ذهبنا إلى المكتبة لا نجد كتباً جديدة، هذا الشيء يشعرنا بالقلق لأننا مهتمين بالقراءة، فمنذ بدء العدوان التركي لم يأتي كتابٌ واحد إلى المنطقة”.

وفي هذه الأيام يولي المواطن السوري في عموم سوريا الأولوية للحالة المعيشية المتردية من جراء الهبوط الغير مسبوق لليرة أمام العملات الأجنبية مما أثر بشكل كبير على المجالات الأخرى كـ ’’الرياضية، الثقافية، الصحية، التربوية’’.