لكل السوريين

حول جنون أسعار القمح والفول والعدس والحمص والبازلاء في اللاذقية

اللاذقية/ أ / ن 

ما بعد انتشاء وباء الكوفيد 18, وبعد الحرب الروسية الأوكرانية، والتي ترافقت مع تغيرات مناخية ملحوظة، والتي أدت إلى انتشار التوقعات باحتمال حدوث أزمة غذائية فقد اتجهت جميع بلدان العالم إلى الحفاظ على إنتاجها من الحبوب والخضار والفواكه عموما, وبشكل خاص القمح والبقوليات، حيث ارتفعت أسعارها عالميا، لكن في بلادنا  لا توجد خطة منظمة أو فاعلة لزراعة هذه المحاصيل على الرغم من أهميتها الاستراتيجية, حيث أن كل المحاصيل الزراعية أصبحت استراتيجية, والخير الوفير والإنتاج الكبير الذي كان في سوريا سابقا, تراجع بسبب قصور الخطة الزراعية والخسارات المتتالية التي يتعرض لها الفلاح وأوقعته في العج، فهجر أرضه.

ضجت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بالأخبار المبشرة عن المساحات الكبيرة من الأراضي المزروعة بالحمص والفول والبازلاء والعدس, ضمن الخطة الزراعية، لتبقى هذه الإعلانات عكس ما تكشفه الحسابات على الورق.

حجة مديرية الزراعة باللاذقية، أن موسم مثل الفول والبازلاء والحمص والعدس لهذا العام كان قليلا قياس بالسنوات الماضية، إذ يباع كيلو الفول بالجملة أسواق اللاذقية ما بين 7000 إلى 8000, والبازلاء ما بين 8000 إلى 8500 ليرة سورية بالرغم من انها مفقودة، والحمص ما بين 5000إلى 5599 ليرة سورية، بينما العدس فهو مفقود أصلا لأن زراعته قليلة بالساحل السوري، أما القمح فهو مفقود وموجود وبالويل يكفي أصحابه , وخاصة لتأمين الحنطة والبرغل الناعم والخشن, والشعير الذي يستفيدون منه في إطعام الدواب, يذكر أن مديرية الزراعة أصدرت تسعيرة للحصاد القمح والشعير, لكن على أرض الواقع لا أحد يلتزم بها، وخاصة مع غياب مادة المازوت اللازمة للحصادات والضرورية للجرارات لنقل المحاصيل، فالأمر متروك للتجار والسماسرة, الذين يتحكمون برقاب الفلاحين وبرقاب المواطنين.

وتبقى الأسباب الموجبة حول فقدان الفول والبازلاء والحنطة والحمص والعدس والفريكة, تتعلق بعزوف الفلاحين عن زراعة هذه المحاصيل الاستراتيجية, وفقط الانتباه إلى المونة البيتية, وأهم شيء يتعلق بترك هذه الزراعات, إنما يعود إلى ارتفاع التكاليف من بذور وأسمدة ومياه للسقي وحاجتهم لمادة المازوت أو الكهرباء, ولايمكن أن نتصور أن يباع كيلو الفول بـ300 ليرة وكلفته 1700 ليرة, وكيلو غرام البازلاء يباع 2000 وتكلفته مثلا 4000 ليرة تقريبا, ويبيع الفلاح كيلو الخس بـ50 ليرة, ويبيع كيلو غرام الملفوف 500 ليرة وتكلفته تتراوح ما 1200 إلى 1400 ليرة سورية، وأن سعر كيلو البندورة يباع للبازار بسعر 700 ليرة سورية على حين تكلفة زراعة الكيلو تتراوح ما بين 1800 إلى 2000 ليرة سورية، والتجار والسماسرة ,المتحكمين برقاب المزارع وبرقاب المواطنين دون أية رحمة أو شفقة, وأننا نصر إلى توقع الأسوأ من جهة توفر وارتفاع أسعار هذه المحاصيل الاستراتيجية لأن الفلاح لم يعد يزرع بعد هذه الخسارات الكبيرة التي مني بها.

أما في الأسواق، فقد ارتفع سعر كيلو العدس الحب من النوع الكندي (حبة كبيرة) إلى 10000 ليرة، إضافة لكونه غير متوفر إلا لدى شركة واحدة، بحسب ما أوضح التاجرابو ياسين، منوها إلى أن هناك نوعاً من العدس حبة صغيرة ومخلوط ونوعية سيئة يباع الكيلو منه بـ 7000 ليرة.

أشار التاجر أبو ياسين الى أن الفريكة ارتفعت أيضاً من 9500 ليرة إلى 13000 ليرة، كما ارتفع كيلو ذرة البوشار بمعدل 1500 ليرة، والقمح المقشور يباع الكيلو بـ 4500 ليرة، وارتفع سعر كيلو أرز بسمتي من 7000 إلى 9500 ليرة، والحمص الحب مفقود بالرغم من ان الموسم في وقته.

مقاطعة المواطن شراء هذه المحاصيل نتيجة تدني القدرة الشرائية، كان الرد السلبي على ارتفاع أسعارها واحتكارها.