لكل السوريين

حلب.. من أعرق مدن بلاد الشام وعاصمة سوريا الاقتصادية، أين تكمن العراقة؟

حلب/ خالد الحسين

أحد أهم المحافظات السورية وعاصمتها الاقتصادية الموغلة في القِدم، وهي واحدة من أشهر المدن العربيّة وأعرقها، وهي ثاني أكبر المحافظات السوريّة من حيث عدد السكان، إذ يبلغ عدد سكانها ما يُقارب 5 ملايين نسمة، وتقع حلب في الشمال من سوريا، وتعدّ المركز الصّناعي لسورية، وهي من أقدم الحضارات والمدن المأهولة بالسّكان، إذ يعود تاريخها إلى حوالي 7000 عام، ويزور حلب آلاف السياح من جميع دول العالم للتّعرّف على الأماكن التاريخيّة من قلاع، ومدن، وأسواق، وقد انطلق من حلب الكثير من الأدباء والشعراء والفنانيين والمفكرين.

أهم ما تشتهر به حلب تشتهر حلب عن غيرها من المحافظات السّوريّة بعدّة أمور، منها وجود أقدم الحضارات على مستوى العالم، والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وقد مرّ على حلب الكثير من الحضارات التي تركت بصمتها على المدينة مثل الحضارة البابليّة، والآشوريّة، والإغريقيّة، والبيزنطيّة، بالإضافة إلى الحضارة العربيّة الإسلاميّة. الصّناعات العريقة، فمدينة حلب عُرفت منذ القدم ببعض الصّناعات مثل صناعة القطن، وصناعة النّسيج، والصّابون الطبيعي، وزيت الزيتون، ثمّ تطورّت الصناعات لتشمل صناعة السيراميك، والملابس، والمواد الكيماويّة، وقطع السّيارات، والأثاث، وغير ذلك الكثير. كثرة الأسواق القديمة والخانات، وفي حلب الكثير من الأسواق التي سُمّيت تبعًا للحرفة المتداولة بها، مثل سوق العطارين، وسوق الحدادين، وسوق الذّهب، وتشتهر حلب بوجود الخانات، مثل، خان الحرير، وخان الوزير، وخان الشّونة. تشتهر حلب بكثرة الأماكن الأثريّة المنتشرة على نطاق واسع في حلب والقرى التّابعة لها، ومن أهم الآثار في حلب الجامع الأموي الكبير  وهو أحد أهم الجوامع التّاريخيّة والأثريّة، ويحتوي الجامع على مكتبة كبيرة فيها الكثير من المخطوطات القديمة والتاريخيّة، بناه الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وقد أُدرج من قِبل اليونسكو على قائمة التراث العالمي. الكنائس القديمة، إذ توجد الكثير من الكنائس الأثريّة التي يقصدها السياح، منها الكنيسة المارونيّة، وكنيسة الأربعين. المدارس القديمة: تتعدد المدارس التي بُنيت في عهود سابقة، مثل؛ المدرسة الشعبانية، والمدرسة الطرنطائية، ومدرسة الفردوس.

أما قلعة حلب فهي واحدة من أقدم القلاع في العالم، تقع القلعة على تلّة مرتفعة، وهي محاطة بالأسوار والأبراج، ويوجد داخلها مدينة كاملة من مبانٍ وكنائس، وساحات، ومساجد، ومسارح.

الأهميّة التاريخيّة لحلب كانت مدينة حلب عاصمة لأقدم الحضارات منذ آلاف السنين، فقد ورد ذكر حلب في المخطوطات المصريّة القديمة، وكانت عاصمة لمملكة يمحاض، وازدادت أهميّة حلب في العصر الهيليني فكانت نقطة ربط تجاري للتّجار القادمين إلى الشّرق، ثمّ انضمت للإمبراطوريّة الرّومانيّة، وأصبحت مركزًا للقوافل التجاريّة البيزنطيّة، ثمّ سيطر عليها العرب المسلمين، وبنوا فيها الكثير من القلاع والمساجد مثل الجامع الكبير، وفي القرن العاشر أصبحت حلب عاصمة للحمدانيين، ثم وقعت تحت سيطرة الأيوبيين الذين نهضوا بالمدينة اقتصاديًّا وتجاريًّا، ثم تعرضت المدينة لغزو المغول فانتشرت في عهدهم الأوبئة والأمراض، ثم تبعت حلب للدّولة العثمانيّة مما زاد في نشاطها وقوتها، وبعد أن قدم الاحتلال الفرنسي عُزِلت حلب عن العراق والجنوب التركي، وبعد استقلالها برزت كأكبر عاصمة صناعيّة للدّولة السّوريّة ونشطت في كافة الصّناعات المهمّة.