لكل السوريين

تميزت بأوابدها التاريخية.. الرقة، حكاية تاريخ يرتبط بأصالة الماضي

تعد محافظة الرقة من المناطق الغنية بالأوابد التاريخية والتلال الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ تخفي في باطنها فسيفساء عصور ما قبل الفخار وعصور أوائل الفخار وتتمركز هذه التلول الأثرية على ضفاف نهري البليخ والفرات وأبرزها تل أسود على ضفاف نهر البليخ.

وقال محمد العزو الباحث الأثري مدير متحف الرقة سابقاً ان الرقة تعتبر من أكثر المدن السورية التي تحتوي على تلول أثرية تعود إلى فترات متباينة يتجاوز عددها 500 تل أثري وجميعها متناثرة على ضفاف نهري الفرات والبليخ وفي البوادي ويعتبر نهر البليخ من أكثر المناطق التي استوطنها البشر منذ الألف السابع قبل الميلاد.

وقد عثرت البعثات التنقيبية على بقايا مساكن جدرانها من مادة اللبن كما عثر المنقبون على صناعة حجرية ودمى طينية وحلي وعظام حيوانية، كما وجدت بعض المصنوعات الصغيرة التي كانت تستعمل للزينة وهي ذات مغزى ديني مثل الخرز مختلف الألوان وأقراط الأذان أغلبها مصنوع من حجارة متنوعة كحجر ألاباتر وكورنانين و ستياتيت والأوبسيديان وصدف أما الأدوات العظمية فهي قليلة لكنها جيدة الصنع.

وأوضح العزو أن أكثر اللقى المكتشفة في تل أسود من حيث العدد هي الأدوات المصنوعة من الطين بواسطة القالب المشوي وجزء منها يمثل دمى حيوانية وأخرى إنسانية كرجال ونساء وأشكال أخرى من مصنوعات مختلفة كما وجدت بعض الهياكل العظمية وبعضها لأطفال بالغين ومعها قطع من الصدف ونصلات مناجل ورأسا سهم من الصوان كما أمكن التعرف على أنواع المزروعات والنباتات من خلال البقايا النباتية ودراسة الرماد المحروق ووجدت بقايا عظام لحيوانات تبين من خلال فحصها وتحليلها أنها تعود لفصائل حيوانية أليفة مثل الماعز والغزلان والبقر والحصان.

كما وجدت عظام للأسماك والطيور ما يوءكد أن سكان تل أسود كانوا يمتهنون الصيد إلى جانب ممارستهم للزراعة وأن حياة هذه القرية كانت مرتبطة بالبحيرات المجاورة لها مثل بحيرتي الهيجانة والعتيبة بالقرب من قرية علي باجلية المعاصرة إذ إنهما كانتا في الماضي أكثر اتساعاً مما هما عليه الآن.

وبين الباحث أن الأدوات الحجرية والدمى الطينية وكذلك الطقوس الجنائزية وغيرها من الصناعات الأخرى جميعها توحي بأن تل أسود كان معاصراً لمستوى العصر الحجري الحديث السابق لصناعة الفخار بأريحا في فلسطين المحتلة.