لكل السوريين

أيام لحقوق الإنسان… وعقود لقهره

لطفي توفيق

مشكورة.. منظمة الأمم المتحدة بكل تفريعاتها..

وهيئاتها.. العاملة على تنشيط ذاكرتنا المسكونة بالوجع.

ومنابرها الموزعة في عواصم الأثرياء.

مشكورة هذه المنظمة العجوز

فمازالت تذكرنا بأيام دولية.. ومناسبات عالمية..

ونحن.. كومة من البشر..

تراجعت ذاكرتنا منذ أكثر من نصف قرن.

وتلاشت منذ عقد على الأقل.

فحسب المنظمة العجوز

كان يوم أمس.. يوماً دولياً.. لنقاوة الهواء..

من أجل سماء زرقاء..

نقاوة هواء.. وسماء زرقاء!!..

أهي جزء من قصيدة لم يكمل الشاعر كتابتها..

بسبب “ساطور طائش” مرً على عنقه..

أو على أصابع يديه قبل أن يكملها ؟

نقاوة الهواء.. هجرتنا منذ زمن بعمر الكارثة..

وسماؤنا ليست زرقاء تماماً..

فالأزرق فيها يتمازج مع الأحمر غالباً…

ومع الأسود أحياناً.

وحسب المنظمة العجوز

يوم غد.. اليوم الدولي لمكافحة الفساد

يا للهول!!…

مكافحة الفساد دفعة واحدة!!..

عندما كان الفساد ظاهرة فردية.

يقوم بها.. بين وقت وآخر.. أفراد قلائل.

ويتسترون عليها.. ويخجلون إذا كشفهم الآخرون..

كان يمكن مكافحته دون عناء كبير.

وعندما تحول الفساد إلى ظاهرة يومية..

وغير مستهجنة.

وتغلغلت هذه الظاهرة في نسيج المجتمع.. ومكوناته.. ومؤسساته..

وتحولت إلى ثقافة يفاخر الفاسدون بها..

لست أدري كيف يمكن مكافحته.. ولو بعناء كبير.

ولست أدري أيهما أشد فتكاً بالبلاد.. والعباد..

فساد الثقافة..

أم ثقافة الفساد.

وحسب المنظمة العجوز

بعد غد يوم حقوق الإنسان.

“سأحترم حقوقك بغضّ النظر عن هويّتك.

سأدافع عن حقوقك حتّى عندما لا أتّفق معك.

عندما يُحرَم أيّ فرد من أيّ حقّ من حقوق الإنسان،

تُقوَّض حقوق الجميع،

لذا سأقوم اليوم وأدافع عنها.

سأرفع صوتي. وأبادر إلى العمل.

وأستخدم حقّي بالدفاع عن حقوقك”.

هذا ما اعتبره البعض شعاراً ليوم حقوق الإنسان.

واعتبره آخرون برنامج عمل لهذا اليوم.

وفي الحالتين.. الشعار.. والبرنامج.

لا يخلو القول من الشعر.. والحلم.. وربما الوهم.

ففي عالم القانون.. الإنسان مذنب إذا انتهك حقوق آخر…

وفي عالم الأخلاق.. الإنسان مذنب إذا كان يفكر بالقيام بذلك.

وفي عالم الاستبداد.. الإنسان مذنب..

إذا كان يفكر.