لكل السوريين

يوم للديمقراطية!!

هذا اليوم..

هو اليوم العالمي للديمقراطية..

هكذا قالت لنا منظمة الأمم المتحدة منذ عام 2007

ومنذ ذلك الوقت دعت الدول والمنظمات الإقليمية والدولية..

إلى الاحتفال بهذا اليوم..

وتسليط الضوء.. من خلاله.. على الديمقراطية..

باعتبارها لبنة أساسية للسلام.. والتنمية المستدامة

وتكرّمت علينا بالقول المأثور:

الديمقراطية الحقيقية مبنية على الحوار الدائم

بين منظمات المجتمع المدني والطبقة السياسية.

ولا بد أن يؤثر هذا الحوار في القرارات السياسية..

وبشرنا أمينها العام بهذه المناسبة بقوله:

إن الناس ينتابهم شعور بالإحباط من جراء تزايد أوجه عدم المساواة،

واستمرار حالات الظلم دون التصدي لها.

ولعل تركيبة مجلس أمن المنظمة.. بأعضائه الدائمين..

تختصر المسألة.. وتلخص المشهد السائد..

فالديمقراطية في هذا الزمن.. للأقوياء..

وللأقوياء فقط.

وبالطبع.. لا يمكننا إلّا أن نشكر الأمم المتحدة..

المجففة على أوراق الكبار..

والمحفوظة في جيوب الأقوياء الخلفية..

لاستخدامها عند حاجتهم لها.

أما الحديث عن الديمقراطية في زمننا هذا…

فهو يشبه السير في متاهة متشعبة.. وضبابية..

كثيرة هي الدراسات حولها..

والمجلدات التي تحتوي تعريفاتها.. ونظرياتها.. وأبحاثها.. وتفريعاتها

ترقد بسلام.. على رفوف المكتبات المؤنقة

والأمر أبسط من ذلك بكثير..

فمنذ ظهور نظرية الحقوق الطبيعية في القرن السادس عشر قالوا:

يولد الإنسان معنوناً للحرية التامة..

متمتعاً بدون تحكم أو سيطرة بكافة الحقوق والامتيازات التي وفرها له الحق الطبيعي..

متساوياً مع كل الآخرين في كل مكان.

فماذا أضافت كل هذه المجلدات.. والتعريفات.. والدراسات..

ومنذ ذلك القرن قالوا: إن الله صمم الإنسان ليكون مخلوقاً قابلاً للمجتمع..

لم يجعله فقط ميالاً ومضطراً لاتخاذ صحبة مع نوعه البشري..

وإنما جهزه باللغة أيضاً…

وهنا يكمن بيت القصيد.. اللغة..

فالدولة.. نتاج اللغة…

واللغة.. حاملة للتفكير.. والتعبير…

وحرية التعبير.. جوهر الديمقراطية…

والدولة التي تصادرها..

وتجند ملياراتها.. لخنقها.. أو تشويهها..

وترسل كلابها البوليسية خلف جملة نابضة.. أو قصيدة متمردة..

وتطلق نيران بنادقها

على أسراب كلمات تحاول أن تصنع فضاء حرية…

تقف بشراسة في الخندق المواجه لها.

قالو قديماً..

الديمقراطية عربة.. يجرها جوادان

الحرية.. والمساواة.

فهاتوا الجوادين..

وخذوا العربة.