لكل السوريين

الورق الفرنسي.. بديل حمضيات الساحل تأثر بالوضع الاقتصادي وسار على نهج الأشجار المثمرة

السوري/ اللاذقية ـ طرطوس ـ بدأت زراعة ورق العنب الفرنسي على نطاق ضيق في قرى الساحل السوري مع نهاية التسعينات، لتتسع مع موجة الصقيع التي ضربت أشجار الحمضيات في عام 2004، لتنتشر بشكل تصاعدي سنوياً وتشهد قفزات متتالية بعد عام2013.

وساهمت زراعة غراس العنب في در مرابح هائلة على أصحابها، ما أدى إلى إقبال كبير من قبل المزارعين على زراعة ملايين الغرسات على امتداد الساحل وقراه.

ومع ارتفاع تكاليف الزراعة، من سماد وأجور النقل والمبيدات إضافة إلى أجور عمال القطاف والتوضيب، وزيادة العرض على حساب الطلب، وتوقف التصدير، تذكرّ المزارعون مصير تسويق الحمضيات، لتتراجع نسبة زراعتهم للحمضيات، واتجاههم لزراعات بديلة.

ونظرا للصقيع الكبير جعل عديد المزارعين في الساحل السوري العنب الفرنسي بديلا للحمضيات، كما وأن انخفاض سعر الحمضيات مع الزيتون دفعهم لذلك، إضافة إلى أنه مصدر دخل سريع بدورة إنتاج سريعة الإنتاج بعام الزراعة نفسه أو بالعام الثاني، وارتفاع الطلب عليه مع المبالغة بانتشار الشائعات عن مردودية اقتصادية عالية وأسعار مرتفعة والترويج من أصحاب المشاتل وإنتاجه صيفاً.

ومع سرعة انتشاره وزيادة نسبة مساحة الأراضي المزروعة، لم يستمر الإقبال عليه كثيرا، وتوقف بسبب غياب التخطيط الاستراتيجي عند أغلبية المزارعين، دون التمييز بين الأراضي المناسبة لزراعته.

علاوة على ذلك، فإن أسباب أخرى دفعت المزارعين لعدم استمرارهم في زراعته حيث أن مرحلة العرض فاقت بنسبة كبيرة على الطلب، مع قلقهم من تكرار تجربة الحمضيات.

ولاقى ورق العنب الفرنسي اهتماما واسعا من قبل المزارعين على مدار العام، ففي الشتاء قاموا بتقليمه ورشه بسماد عضوي، وأنشأوا العرائش، وكافحوا الأعشاب الضارة في شهر نيسان، وفي الصيف قاموا بتسميده ورشدوه باستخدام المبيدات الحشرية.

ويتميز ورق العنب الفرنسي بجودة عالية وطاقة تحمل كبيرة، ونادرا ما تصاب شجرة العنب الفرنسي بالحشرات والأمراض الفطرية، ويتناسب ورق العنب مع بيئة الساحل التي تتميز تربتها بالنوعية العالية والخصوبة الوفيرة.

وساهم انتشار زراعته بتشغيل يد عاملة وفرص عمل بالقطاف والتوضيب والنقل، وتنشيط حركة السوق والتجارة، لكن المشكلة هي بارتفاع العرض وانخفاض الطلب وبغياب التصدير فإن مشكلة التسويق بحاجة لتدخل الجهات المعنية للحل مع دخول الصناعات الغذائية، مع ارتفاع التكاليف وغياب التصدير، وصارت التكلفة تقارب الدخل بسبب هبوط الأسعار الحاد وارتفاع تكاليف الإنتاج.

ويطالب المزارعون بدعم المزارع لتأمين الأسمدة بالاستيراد لضمان النوعية، وعدم الغش والتلاعب بأنواع السماد، وفتح باب التصدير، وإحداث معامل للصناعات الغذائية، وتوجد في سوريا معامل تعليب (يالنجي) وتخليل، لكن يطلب أصحاب المعامل ورق بمواصفات محددة تحتاج للفرز، وما يحكم الأسعار هو نوعية وجودة الورق مع فرزه، مع العرض والطلب، ومن يصدّر إلى لبنان بأسعار أعلى لأن التعامل بالدولار مع غياب عامل أمان بالتصدير بين فتح وإغلاق المعابر.

تقرير/ ا ـ ن