لكل السوريين

لعبة المنقلة…. حنين الماضي ورفيقة المتقاعدين في ضجرهم

السوري/الرقة ـ تعد لعبة المنقلة لعبة تراثية تورث من جيل إلى آخر، ولا يكاد يخلو بيت منها، وتوضع في مضافات شيوخ عشائر المنطقة كرمز على تمسك الجيل الحاضر بماضي الأجيال السابقة.

ولعبة المنقلة أو كما تُعرف هنا باسم بيت بيوت وتعد من أشهر الألعاب الشعبية في مناطق الرقة وأريافها ودير الزور وأريافها والحسكة وأريافها.

ويحتفظ بها شيخ العشيرة أو القبيلة في ديوانه أو مضافته كرمز للتراث الشعبي المتوارث من جيل إلى جيل، وتعد لعبة إلى جانب لعبة الداما من أكثر الألعاب شعبيةً في المنطقة.

وهي عبارة عن طاولة خشبية فيها سبعة حفر من كل جانب وكل حفرة تحتوي مجموعة من الأحجار، ويتم تحريكها بعملية حسابية وذكاء داخل تلك الحفر وتنتهي بفوز أحد اللاعبين.

أحمد العبيد أحد رموز اللعبة البالغ من العمر 58 سنة من الريف الغربي لمدينة الرقة تحدث قائلاً “ورثنا هذه اللعبة عن أجدادنا، ولعبنا على مدار خمسين عاماً الماضية وهي لعبة تعتمد على سرعة البديهة والحساب، وهي لا تقل أهمية عن الشطرنج وغيرها من الألعاب التي تعتمد على الحساب والذكاء”.

وأضاف العبيد قائلاً “لهذه اللعبة بطولات كانت تنظم على مستوى سوريا، وحيث يشارك فيها عشاق ومحترفي اللعبة على امتداد جغرافية الأرض السورية”.

ولهذه اللعبة في ريف الرقة طقوس تتمثل باجتماع المسنين في أحد المنازل بشكل دوري للعب، ويرافق جلسات اللعب أحياناً تحديات أخرى كالشعر الشعبي من الزهيري والأبوذيات والدارميات والفوازير وغيرها.

وبحسب بعض المصادر التاريخية، يعود تاريخ لعبة المنقلة إلى القرن السادس الميلادي، فقد وجد علماء الآثار العديد من الدلائل على وجودها كلعبة معروفة في تلك الفترة في الكثير من الدول الأفريقية التي اعتمد سكانها على الزراعة اسم اللعبة جاء من اللغة العربية بمعنى النقل أو النقلة لأنها تعتمد على نقل الحجارة من حفرة إلى أخرى.

تقرير/ محمود الاحمد