لكل السوريين

درعا.. صراع خفي مستمر وإعلان عن جديد جيش موحد

يشهد الجنوب السوري حالة مستمرة من الصراع الخفي بين “الفرقة الرابعة” و “الفيلق الخامس” لاستقطاب عناصر جديدة من الفصائل والفعاليات الاجتماعية المحلية، وهو في العمق صراع بين روسيا وإيران، بهدف توسيع النفوذ والسيطرة على المنطقة، خاصة بعدما عزز الفيلق نفوذه في المناطق الخاضعة لسيطرته خلال الفترة الماضية، وبدأ بمحاولة التوسع لتشمل كامل المنطقة.

وتعمل روسيا على دعم الفيلق وتوسيع صلاحياته في مناطق سيطرته، ومنع أي قوات أخرى من التوغل فيها، بما في ذلك قوات النظام السوري، بهدف تعزيز وجود قوة عسكرية كبيرة لها تحت قيادة واحدة في درعا والقنيطرة، بما يمكنها من مواجهة التغلغل الإيراني في المنطقة.

وهذا ما يعمل الفيلق على تنفيذه من حلال محاولاته الحثيثة للتوسع والتمدد على كافة نواحي محافظة درعا وما حولها.

ولعل ذلك ينفي الإشاعات التي انتشرت مؤخراً حول رفع روسيا العطاء عن الفيلق الخامس، والسعي إلى إيجاد تشكيل جديد تحت أمرتها مباشرة، يبدأ من درعا البلد، ومدينة طفس.

توسع النفوذ

بين الحين والآخر كان الفيلق الخامس يعمل على توسيع نفوذه في المنطقة، وتقليص دور الأطراف الأخرى، مثل اللجان المركزية التي شملتها اتفاقيات التسوية مع النظام بضمانة روسية.

وفي الشهر الماضي عقد قائد الفيلق الخامس اجتماعاُ مع شخصيات اجتماعية فاعلة في محافظة درعا، ودعا الجنود المنشقين عن قوات النظام والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية في كامل المحافظة للانضمام إلى صفوف الفيلق، وانضم إليه مئات المقاتلين من القنيطرة، ومن منطقة حوض اليرموك غربي درعا، ومدينة الحراك شرقي المحافظة، مقابل وعود بعدم ملاحقتهم أمنياُ، وبأن يكون عملهم محتسباً من الخدمة العسكرية الإلزامية، ويكون عملهم في الجنوب السوري حصراً.

وقبل ذلك كان الفيلق فد فتح باب الانضمام لصفوفه في بصرى الشام وهي معقله الرئيسي، وفي العديد من قرى المنطقة الشرقية من درعا.

فيما لم يحدث ذلك في درعا البلد، في مدينة طفس، وهو ما أثار تكهنات بوجود نية لإيجاد تشكيل عسكري جديد يعمل بقيادة روسية بشكل مباشر.

إعلان عن جيش موحد

وبعد تفجير الحافلة التي كانت تقل عناصر من الفيلق الخامس على طريق الكحيل- السهوة بريف درعا الشرقي، واتهام ميليشيات تابعة لإيران بتنفيذه، تحول تشييع قتلى الفيلق إلى مظاهرة احتجاجية هتف خلالها المشيعون ضد الوجود الإيراني وحزب الله، في سوريا،

ومن خيمة عزاء القتلى أعلن أحمد العودة عن تشكيل عسكري أسماه “جيشاً موحداً” على مستوى المحافظة وقال: “قريبا ستكون حوران جسد واحد وجسم واحد وجيش واحد، وهذا التشكيل لن يكون لحماية حوران فقط، إنما الأداة الأقوى لحماية سوريا”.

وتسربت أنباء تفيد بأن هذا التشكيل يتألف من هيئة وقيادة مركزية تمثل المنطقة الغربية والشرقية ودرعا البلد، ولكل منطقة قائد، وكل قائد سيختار معه معاونين، إضافة إلى تمثيل منطقة “الجيدور” التي تضم مجموعة من المدن أهمها جاسم وإنخل.

ويشكل قوة تنفيذية من كافة مناطق حوران، للدفاع عنها ضد أي اعتداء.

والصراع مستمر

ومع كل محاولات الفيلق الخامس المتسارعة لم يتمكن، حتى الآن، من فرض سيطرته على كامل المنطقة، حيث تمكنت الفرقة الرابعة من استقطاب الكثير من المقاتلين السابقين في فصائل مختلفة مقابل رواتب شهرية مرتفعة، وإغراءات أخرى.

كما أرسلت الفرقة تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة على خلفية أحداث بلدة المزيريب التي شهدت مقتل عناصر من شرطة المزيريب شهر أيار الماضي.

ومن المبكر رصد انعكاسات اتفاقية “التعاون العسكري والأمني” التي تم توقيعها مؤخراً بين النظام وإيران، على الوضع في الجنوب السوري، حيث وصفت بأنها “اتفاقية عسكرية شاملة لتعزيز التعاون العسكري والأمني في شتى مجالات عمل القوات المسلحة في البلدين”.

وعلى هامشها قال وزير الدفاع “إن من يراهن على تخريب العلاقات السورية الإيرانية واهم”.

تقرير/ لطفي توفيق