حذّرت مصادر أمنية وسياسية في الشرق الأوسط والغرب من أن تنظيم “داعش” يسعى لإعادة تنظيم صفوفه وتنشيط خلاياه النائمة في سوريا والعراق، مستغلاً الوضع الأمني الحالي في سوريا.
ونقلت وكالة “رويترز” عن أكثر من عشرين مسؤولاً أمنياً ودبلوماسياً من سوريا والعراق والولايات المتحدة وأوروبا، أن التنظيم بدأ بإحياء شبكاته، وتوزيع الأسلحة، وتكثيف التجنيد والدعاية، رغم تراجع عدد الهجمات التي تبنّاها بشكل ملحوظ منذ بداية عام 2025.
وفي العراق، أفادت مصادر في مكافحة الإرهاب أن قوات الأمن العراقية اعتقلت في كانون الأول الماضي مبعوثين تابعين للتنظيم كانا ينقلان تعليمات شفوية لشن هجمات، وتم إفشال هجوم انتحاري في بلدة داقوق بناءً على المعلومات التي قدموها.
ورغم أن داعش أعلن مسؤوليته عن 38 هجوماً فقط في سوريا خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، مقارنة بأكثر من 90 هجوماً العام الماضي، إلا أن مسؤولي الأمن حذروا من أن التنظيم ربما يمرّ بمرحلة إعادة التموضع والتخطيط، وليس بالضرورة مرحلة ضعف، بحسب ما صرّحت به ريتا كاتس، مديرة مجموعة “سايت” المختصة بمراقبة التنظيمات المتطرفة على الإنترنت.
كما لفت مسؤولون أمنيون في سوريا، وفق “رويترز”، إلى أن التنظيم بدأ بنقل عناصره من مناطق البادية السورية إلى مدن مثل حلب وحمص ودمشق، وفعّل خلاياه النائمة هناك.
وفي العراق، رُصد نشاط متزايد للتنظيم في جبال حمرين والممرات الحدودية، وسط مخاوف من تهريب أسلحة من سوريا إلى داخل الأراضي العراقية، وفق ما أكده علي السعيدي، مستشار القوات الأمنية العراقية.
من جهته، أشار وزير الداخلية في حكومة دمشق، أنس خطاب، إلى أن “داعش” يمثّل التحدي الأمني الأكبر للبلاد في هذه المرحلة، خاصة مع انشغال سلطة دمشق بتوحيد الفصائل المسلحة.
وأكدت “رويترز” في تقريرها أن مسؤولين أميركيين أقروا بوجود تعاون استخباراتي محدود مع سلطة دمشق، حيث أسفرت إحدى العمليات الأمنية في مدينة حلب عن مقتل ثلاثة من عناصر التنظيم واعتقال أربعة آخرين.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، لا يزال عدد عناصر “داعش” في سوريا والعراق يتراوح بين 1500 و3000 عنصر، بينما تبقى فروع التنظيم في إفريقيا الأكثر نشاطاً، بحسب التقرير.
ورغم الضربات المتتالية، شدد مسؤولون من التحالف الدولي على ضرورة الحذر من التقليل من خطورة التنظيم، الذي لطالما أثبت قدرته على الاستفادة من الفوضى لإعادة الانتشار.