استلمت صوامع الحبوب في الرقة، منذ الرابع من حزيران الجاري، أكثر من 8 آلاف طن من مادة القمح، وذلك في إطار استمرار المزارعين في عملية الحصاد وتوريد محصولهم لهذا الموسم، وسط إجراءات وتدابير إدارية وفنية تسهّل عملية التوريد وتخفف الأعباء عن المزارعين.
وشهد الموسم الزراعي للعام الحالي شحاً في الأمطار، ما انعكس سلباً على المحاصيل البعلية، في حين كان متوسط إنتاج القمح للموسم المروي في المنطقة يتراوح بين 300 و500 كغ للدونم الواحد، وهو ما دفع الجهات المعنية إلى اتخاذ خطوات استباقية لتدارك الصعوبات المحتملة خلال مرحلة التوريد.
وفي هذا السياق، باشر مجلس الاقتصاد والزراعة في الرقة، عبر لجنة الصوامع والمطاحن والأفران، باستلام محاصيل القمح من المزارعين منذ بداية الشهر، حيث تم فتح ثلاث صوامع رئيسية هي: صوامع كبش، صوامع السلحبية، وصوامع بدر، لاستقبال القمح الوارد من مختلف مناطق الرقة.
وأكد صبري محمد، الرئيس المشترك للجنة الصوامع والمطاحن والأفران في الرقة، أن عملية الاستلام بدأت بتاريخ 4 حزيران الجاري، وأن العمل يجري بشكل منظم ومنسّق، موضحاً أنه تم حتى الآن استلام أكثر من 8 آلاف طن في الصوامع الثلاثة المذكورة. وأشار إلى أن الإقبال جيد، وأن اللجنة تسعى لتسيير عمل المزارعين بأقصى درجات السرعة، بحيث لا يضطر أي مزارع للانتظار على دور الصومعة أكثر من 24 ساعة.
كما كشف عن وجود ست صوامع مجهّزة لاستقبال القمح بشكل دكمة، تصل سعتها الإجمالية إلى 70 ألف طن، بالإضافة إلى تجهيز ثلاث ساحات مكشوفة (عراءات) لاستقبال المحصول المعبأ بأكياس الخيش، حيث يبلغ الاستيعاب الإجمالي لهذه العراءات نحو مليون طن، وهو ما يعكس استعداداً كبيراً لاستيعاب الموسم الكامل.
وكانت هيئة الاقتصاد والزراعة في إقليم شمال وشرق سوريا قد حددت سعر شراء القمح لهذا الموسم بـ420 دولاراً للطن الواحد، وذلك في خطوة تهدف إلى تشجيع المزارعين وتعويضهم عن الصعوبات التي واجهوها خلال الموسم الحالي.
وفي إطار دعمها المتواصل للقطاع الزراعي، قدمت الهيئة بذار قمح محسّن ومعتمد بسعر 225 دولاراً للطن الواحد، بالإضافة إلى أربع دفعات من مادة المازوت المدعوم، بسعر 1350 ليرة سورية للتر الواحد، لتأمين عملية الري وتشغيل المعدات الزراعية.
وتُعد هذه الإجراءات جزءاً من خطة أوسع تهدف إلى دعم الأمن الغذائي المحلي وتحفيز الإنتاج الزراعي في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه المنطقة، حيث يُعوّل كثيرون على الموسم الحالي في دعم السوق المحلية وتوفير مادة القمح بشكل كافٍ لتغطية الاحتياجات الأساسية من الطحين ومشتقات القمح.