لكل السوريين

الإدارة الذاتية تعلن انتصار مقاومة سد تشرين في بيان رسمي

أصدرت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، اليوم الإثنين، بياناً رسمياً من على سد تشرين، بحضور حشود شعبية والرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي أفين سويد وحسين عثمان، أعلنت فيه عن انتهاء المقاومة الشعبية التي استمرت لأكثر من 100 يوم دفاعاً عن السد، مؤكدة انتصارها وتحول السد إلى “رمز وطني جامع” في وجه الأطماع التركية.

وأكد البيان أن الهجمات العدوانية التي بدأت مطلع كانون الثاني 2025، استهدفت البنية التحتية الحيوية وفي مقدمتها سد تشرين، من خلال قصف مباشر شنّته مجموعات مرتزقة تابعة لتركيا. وأضاف أن الخطر الذي شكله هذا الهجوم دفع مكونات شمال وشرق سوريا من الكرد والعرب والسريان إلى الانخراط في مقاومة شعبية واسعة تحت راية حماية الأرض والمكتسبات.

وأشار البيان إلى أن المئات من الأهالي، وعلى رأسهم النساء والشباب، سارعوا منذ 8 كانون الثاني إلى المشاركة في المقاومة، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، مما شكل درعاً منيعاً أمام محاولات التقدم. وسُجّلت ملاحم بطولية وصفها البيان بأنها أسطورة نضالية دوّنت صفحة ذهبية في تاريخ الثورة.

وخلال البيان، تم تكريم ذكرى الشهداء الذين قضوا في سياق مقاومة السد، من بينهم الصحفية جيهان بلكين، والصحفي ناظم داشتان، اللذان استشهدا إثر قصف بطائرة مسيّرة تركية، والصحفي عكيد روج الذي استشهد في قصف مماثل استهدف السد.

كما ذكّر البيان الشهداء الذين قضوا من مؤسسات الإدارة الذاتية وتجمع نساء زنوبيا ومن الشخصيات الاجتماعية في شمال وشرق سوريا، ومنهم كرم شهاب والممثل المسرحي باڤي طيار ومنيجة حيدر وديالا محمد.

ووجّهت الإدارة تحية إلى الأهالي والكوادر الطبية والصحفيين، معتبرة أن سد تشرين أصبح نموذجاً حيّاً لقدرة الشعوب المتحالفة على الدفاع عن أرضها، وقالت: “نعلن اليوم إنهاء المقاومة، مع التأكيد على بقاء حالة اليقظة والاستعداد في مواجهة أي خطر جديد”.

وسد تشرين بريف مدينة منبج شمالي سوريا هو أحد ثلاثة سدود تقع على نهر الفرات، ويمثل مع جسر قرقوزاق البوابتين الوحيدتين للعبور من غرب الفرات لشرقه والموقعين لا زالا تحت نفوذ قوات سوريا الديمقراطية.

ومنذ اليوم الأول لبدء فصائل “الجيش الوطني”، التي ترتزق في سوريا لتحقيق مصالح الدولة التركية، معركتها الجديدة ضد مناطق إقليم شمال وشرق سوريا أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها سترد بقوة على تلك الاعتداءات وستحمي مناطق نفوذها من احتلال جديد تنفذه تركيا في الجغرافيا السورية.

وبعد احتلال مدينة منبج من قبل تركيا وفصائل المرتزقة التابعين لها، حاولت تلك الفصائل التقدم باتجاه سد تشرين وجسر قرقوزاق والانتقال بعد ذلك إلى محيط مدينة كوباني، إلا أن المقاومة الشديدة التي أبدتها قوات سوريا الديمقراطية خيبت تلك المساعي.

وسرعان ما انتقلت قوات سوريا الديمقراطية من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم من خلال تنفيذها وبشكل يومي عمليات نوعية ودقيقة أدت لمقتل وإصابة عشرات من عناصر الفصائل المرتزقة بينهم جنود من جيش الاحتلال التركي.

وشكل اعتصام المدنيين في سد تشرين مؤيداً وحافزاً شعبياً لرفد مقاومة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة واعطائها بعداً جماهيرياً يظهر العمق الشعبي والجماهيري الذي تتمتع به القوات العسكرية لإقليم شمال وشرق سوريا على عكس الفصائل والمليشيات العسكرية التي ظهرت خلال سنوات الثورة السورية منذ انطلاقتها عام ٢٠١١.

وحاولت الدولة التركية منذ اليوم الأول للاعتصام في سد تشرين إفشاله وفضه بالقوة العسكرية من خلال استخدام القصف الجوي والمدفعي في استهداف المدنيين ليرتقي عدد من الشهداء إلى جانب عدد كبير من الجرحى من المدنيين إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار مقاومة المعتصمين ضاربين بعرض الحائط كل الوعيد التركي باستهدافهم.

وأصر المدنيين على استمرار اعتصامهم ليظهروا الوجه الحقيقي لإجرام دولة الاحتلال التركي وفصائل المرتزقة التابعين لها، وأن حقيقة حربهم هي موجهة ضد الأرض والإنسان وليس ضد أي ذريعة أخرى يتشدق بها الساسة الأتراك على وسائل الإعلام.