لكل السوريين

بعيداً عن كييف وأوروبا.. واشنطن وموسكو تبحتان إنهاء الحرب في أوكرانيا

انطلق من العاصمة السعودية قطار التسوية الروسية الأميركية بعد أن وصلت العلاقات بينهما إلى أسوأ مرحلة بعد الحرب الباردة، على خلفية الصراع في أوكرانيا، حيث أحرقت إدارة جو بايدن كل الجسور بين البلدين، حتى وصل الأمر إلى حد التلويح بحرب نووية.

وتمخّض أول لقاء مباشر بين روسيا والولايات المتحدة منذ خمس سنوات، عن تفاهمات كبرى على مستوى العلاقات الثنائية بينهما، وعلى سبل تسوية الأزمة الأوكرانية.

وحسب قناة “فوكس نيوز” اقترحت موسكو وواشنطن خطة للسلام في أوكرانيا تتكون من ثلاث مراحل تشمل وقف إطلاق النار، وتنظيم انتخابات في أوكرانيا، والتوقيع على الاتفاق النهائي.

وتحدثت وكالة بلومبيرغ الإخبارية عن “تحول مزلزل” في دبلوماسية واشنطن بعد مباحثات الرياض، وقالت إن هذا التحول “قد يعصف بزيلينسكي، وقد يترك أوكرانيا أمام خيار ابتلاع صفقة غير مقبولة، أو مواصلة القتال دون دعم أمريكي”.

وذكر ترامب أنه يشعر بثقة أكبر بشأن المحادثات مع روسيا بعد الاجتماع الذي تم في الرياض.

وفي ذات السياق، قال مستشار الأمن القومي الأميركي في مؤتمر صحافي عقده بالبيت الأبيض إن “فكرة الحرب المفتوحة في أوكرانيا انتهت”.

تراشق إعلامي

وصف ترامب الرئيس الأوكراني بأنه دكتاتور، وقال “إن زيلينسكي أقنع واشنطن بإنفاق 350 مليار دولار للدخول في حرب لا يمكن كسبها”، وألمح إلى أنه يجب إبعاده عن السلطة.

وبعد يوم من تحميل ترامب كييف مسؤولية الحرب في أوكرانيا، وإشارته إلى أن زيلينسكي كان بإمكانه بالفعل إنهاء هذه الحرب لو أراد ذلك، اتهم زيلينسكي الرئيس الأميركي بـ “العيش في فضاء من المعلومات المضللة الذي خلقته روسيا”.

وبعد التصريحات والتقارير التي أشارت إلى أن روسيا والولايات المتحدة ناقشتا إمكانية إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا لتقرير مصير زيلينسكي المنتهية ولايته، قال زيلينسكي “إذا أراد أحد استبدالي الآن فلن ينجح في هذا الأمر”، وزعم أنه يتمتع بنسبة تأييد تتجاوز الـ 50% في استطلاعات الرأي.

وفي الثالث من شهر شباط الجاري، شدد ترامب على ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال إن المساعدات العسكرية التي قدمتها بلاده لأوكرانيا وصلت إلى مبالغ ضخمة.

وأكد أن استمرار الدعم الأميركي لكييف يجب أن يكون له مقابل، وإن إدارته تريد مقابله معادن نادرة من كييف.

لا دور لزيلينسكي

تزايدت أحاديث المتابعين للحرب في أوكرانيا عن رغبة الرئيس الأوكراني بعدم وقف الحرب والعمل على استمرارها، لضمان بقائه في السلطة.

وقال الموظف السابق بالسفارة البريطانية في موسكو إيان براود إن فلاديمير زيلينسكي لا يرغب حقيقة بالتوصل إلى اتفاق سلام، لأن السلام سيفقده السلطة ويضع حداً لمسيرته السياسية.

وأكدت صحيفة ذا هيل أن “زيلينسكي يسعى يائساً لإطالة أمد الصراع الأوكراني، لأن ذلك هو العامل الوحيد الذي يضمن بقاءه في السلطة، متجاهلاً الوضع الصعب الذي تواجهه البلاد”.

وذكر خبير بريطاني في العلاقات الدولية أن “موقف زيلينسكي لا يؤخذ على محمل الجد سواء من قبل روسيا، أو من قبل الولايات المتحدة”، وأشار إلى أن “رئيس النظام في كييف في وضع ميؤوس منه ويجب عليه ألّا يتدخل في العملية التي بدأت لحل النزاع”، في إشارة إلى اتفاق روسيا والولايات المتحدة خلال محادثات الرياض على صياغة عملية التسوية الأوكرانية قريباً، وتأكيد وزير الخارجية الروسي أن المشاورات بين البلدين بشأن أوكرانيا ستكون منتظمة بعد أن يعين الجانبان فريقي التفاوض.

وأوروبا في دور المتفرّج

تشير الوقائع والتصريحات إلى أن المفاوضات الثنائية بين موسكو وواشنطن حول وقف الحرب في أوكرانيا، ستجري بمعزل عن أوروبا وعن أوكرانيا نفسها.

وفي هذا الصدد، أشار نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة إلى أن “أوروبا باستمرارها في دعم نظام كييف أهدرت دورها في تسوية أوكرانيا، وليس أمامها الآن سوى أن تقف في الزاوية وتتفرج”.

وجاء تصريح الدبلوماسي الروسي تعليقاً على بيان لوزراء خارجية ألمانيا وبولندا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا، الذي أكدوا فيه استعدادهم لزيادة المساعدات لنظام كييف.

وأرفقت مفوضة الخارجية الأوروبية كايا كالاس البيان بمنشور قالت فيه إن “أوروبا يجب أن تلعب دوراً مركزياً” في أي مفاوضات حول أوكرانيا.

واعتبر وزير الدفاع الألماني استبعاد الاتحاد الأوروبي من محادثات أوكرانيا سيؤثر على علاقة الاتحاد بواشنطن “وقد يكون ذلك بمثابة نقطة تحول في العلاقات عبر الأطلسي ذات الأبعاد التاريخية”.

يذكر أن مقربين من ترامب، دعوا الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته لمغادرة أوكرانيا على وجه السرعة، وحددوا له دولة اللجوء.

ونقلت صحيفة نيويورك بوست عن مصدر مقرب من البيت الأبيض قوله” إن الخيار الأفضل لزيلينسكي والعالم هو رحيله الفوري إلى فرنسا”.