لكل السوريين

أزمة المياه في محافظة السويداء.. تحطّم آمال مزارعيها

طلب موظفون في مؤسسة مياه السويداء من أهالي قرية الدارة بريف المحافظة الغربي، تأمين ثمن غاطس لبئر المياه ودفع أجرة عمال الصيانة لإصلاح البئر الوحيد الذي يغذي القرية.

وذكر مصدر من القرية أن الأهالي رفضوا ذلك وطالبوا المؤسسة بتولي مسؤولياتها، والقيام بإصلاح البئر المعطّل وإنهاء معاناة الأهالي بسبب حرمانهم من المياه.

وكان وفد من أهالي القرية قد اجتمع مع محافظ السويداء قبل عدة أشهر وأخبره بوضع البئر ومعاناة الأهالي، فوعدهم بزيارة قريتهم للاطلاع وإيجاد حل لهذه المشكلة.

ولكن وعود المحافظ ذهبت أدراج الرياح كما قال المصدر الذي استنكر ابتزاز موظفي مؤسسة المياه لأهالي القرية، وأشار إلى أن الفساد لم يبدأ من هنا، فعندما يتعطّل الغاطس تقوم المؤسسة بشراء واحد جديد، ثم تقوم بإصلاح القديم وتركيبه في البئر، بينما يختفي الغاطس الجديد.

وكان مدير مؤسسة المياه بالمحافظة قد أشار في تصريحات سابقة إلى خروج محطات تصفية السدود المائية من الخدمة خلال شهرين، وتشكل هذه المحطات نحو ربع احتياجات سكانها من المياه، وطالب بضرورة دعم المؤسسة بغطاسات المياه “بالسرعة القصوى” لإعادة تأهيل عشرات الآبار التي خرجت عن الخدمة في المدينة والقرى.

المياه هي الحياة والأمل

بكلمات ممزوجة بالدموع، تحدثت سيدة ستينية من مدينة صلخد جنوبي السويداء عن خسارة مشروعها الزراعي بعد سنوات من الجهد والتعب بسبب انقطاع المياه عنه.

وكان المشروع المنزلي الذي أنجزته مع زوجها يقدم للعائلة دخلاً مقبولاً، ولكن أزمة المياه الحادة التي يعاني منها معظم أهالي السويداء، أجهزت على مشروع السيدة وآمالها، كما فعلت مع الكثيرين من أمثالها، وخاصة الذين شجّروا أرضهم التي كانت تزرع بالحبوب، على أمل أن يعطيهم الشجر مردوداً أكبر من زراعة الحبوب، ولكن كثرة أعطال الآبار وتقنين الكهرباء تسبب بشح كبير في المياه أدخلهم في أزمة الخسائر المستمرة، وبدأت أشجارهم بالاحتضار واليباس.

وتقول السيدة التي تعيل بناتها بعد وفاة زوجها إن المرأة قادرة على العمل والإنتاج وإعالة أولادها، ولكنها بحاجة لمن يقف معها ويساعدها، وتشير إلى أن المياه هي الحياة والأمل، وعندما تصبح نادرة يغيب الأمل وتصعب الحياة.

وفي ذات السياق، يواجه مزارعو البندورة بريف السويداء تكاليف مادية كبيرة لسقاية مشاريعهم في ظل عدم تقديم المؤسسات الحكومية الدعم الذي يمكّنهم من سقاية مزروعاتهم.

حيث حرمت الجهات الرسمية عشرات المزارعين في قرى قيصما وملح وبهم والهويا جنوب السويداء، من مخصصات المازوت لتشغيل مولدات الكهرباء وسقاية مشاريعهم، مما دفعهم إلى شراء المازوت من السوق السوداء بأسعار مرتفعة لتشغيل المولدات، وهدد مشاريعهم بالخسارة.