حماة/ جمانة الخالد
يعاني مربو الماشية في حماة من أعباء مالية متزايدة بسبب غلاء الأعلاف وارتفاع كلفة الطبابة البيطرية، في ظل غياب المراعي الطبيعية نتيجة تأخر الأمطار، ما يضعهم أمام خيارات صعبة للحفاظ على قطعانهم.
ويواجه المربون صعوبة متزايدة في تأمين مستلزمات التربية، مما يضطرهم إلى بيع جزء من ماشيتهم بأسعار منخفضة للحفاظ على القطيع المتبقي وتوفير احتياجات أسرهم.
إلى جانب ارتفاع كلفة التربية، يعاني مربو الماشية من تراجع أسعار الحليب، حيث يتم شراؤه من قبل التجار بسعر لا يتجاوز 3000 ليرة سورية للكيلو الواحد.
ويعزو مربو الثروة الحيوانية هذا الانخفاض إلى توفر كميات كبيرة من حليب البودرة في الأسواق المحلية بأسعار تنافسية، ما دفع أصحاب المعامل إلى الاعتماد عليه بشكل أكبر بدلاً من الحليب الطازج.
تشهد ورش صناعة الألبان والأجبان في حماة تفاوتاً واضحاً في الأسعار بين مختلف المنتجات، حيث تتراوح الفروقات بين 1000 و5000 ليرة سورية تبعاً لحركة العرض والطلب.
وتباع منتجات الألبان عبر ورش صغيرة داخل المنازل كحليب طازج خالٍ من أي إضافات، بينما تقدم المعامل الكبرى أسعاراً أقل نسبياً بسبب الإنتاج بكميات كبيرة.
وسجل أحد أكبر معامل الألبان في حماة أسعاراً مخفضة لمنتجاته، حيث بلغ سعر كيلو اللبن 5000 ليرة سورية، وعلبة الجبنة الناعمة 10 آلاف ليرة، وعلبة لبنة الكرات (250 غراماً) 10 آلاف، والسمن البقري 70 ألفاً، واللبنة الناشفة 32 ألفاً، والطريّة 20 ألفاً، والقريشة 17 ألفاً، والسوركي 20 ألفاً، والسوركي علب 12 ألفاً، والجبنة السائلة (900 غرام) 26 ألفاً، والجبنة البلدية 23 ألفاً، والمسنرة 28 ألفاً، والرول 33 ألفاً، والشلل المالحة والحلوة 42 ألفاً، والحلوم 45 ألفاً، والقشقوان 50 ألفاً.
ومع استمرار ارتفاع كلفة الأعلاف وانخفاض أسعار الحليب، يتوقع المربون استمرار التقلبات في سوق الألبان واللحوم، حيث يعتمد التسعير بشكل أساسي على العرض والطلب.
ويطالب مربو الماشية بضرورة إيجاد حلول لدعم القطاع، سواء عبر ضبط أسعار الأعلاف أو توفير دعم حكومي يخفف من الأعباء المتزايدة على المربين.
وشهدت أسواق المواشي في محافظة حماة انخفاضاً كبيراً في أسعار الأغنام والمواشي، حيث تراجعت الأسعار بنحو 50% مقارنة بالأشهر الماضية، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في أسعار اللحوم الحمراء.
وعزا أحد مربي المواشي ذلك إلى ارتفاع العرض مقابل ضعف الطلب، نتيجة عزوف العديد من المربين عن تسمين الأغنام هذا الموسم بسبب تأخر هطول الأمطار وتراجع المراعي الطبيعية، ما أدى إلى زيادة عرض المواشي في الأسواق لتقليل كلفة التربية.
كما ساهم انخفاض أسعار الأعلاف مؤخراً، بالتزامن مع تحسن سعر صرف الليرة السورية، في تخفيف الأعباء المالية على المربين وأسهم في انخفاض الأسعار.
إلى جانب ذلك، شهدت حركة النقل تحسناً بعد إزالة الحواجز التي كانت تفرض إتاوات على شاحنات المواشي، ما ساعد في تقليل الكلفة التشغيلية للمربين.