لكل السوريين

سوريات يزينن منازلهن استعداداً لحلول شهر رمضان

تبدأ في مثل هذه الأيام من كل عام النساء السوريات بتزيين منازلهن استعداداً لحلول شهر رمضان المبارك ومنهن من تجهز هذه الزينة في منزلها ومنها من تشتريها جاهزة من الأسواق.

و في جولة على أسواق حلب رصدنا فيها ارتفاع أسعار الزينة الرمضانية لهذا العام وجد أن سعر الفانوس الذي يعمل على البطارية يتراوح بين 150 إلى 175 ألف ليرة، الفانوس البلاستيكي غير المضاء بين 50  إلى 75 ألف ليرة بحسب حجمه، هلال رمضان المعلق على ستاند معدني بين 250 إلى 300 ألف، ستاند الخشب الذي كتبت عليه عبارة “رمضان كريم” بين 25 إلى 35 ألف ليرة، الحبل الضوئي بين 65 إلى 90 ألف، بحسب الطول، صحن زجاجي لتقديم التمر بين 40 إلى 50 ألف ليرة، الصحن البلاستيكي للغرض ذاته بـ 6  آلاف ليرة، تقويم رمضان بين 35 إلى 60 ألف، الأشكال الرمضانية من نجوم وعبارات مصنوعة من الكرتون بنحو 5 آلاف لكل قطعة.

ارتفاع الأسعار جاء بسبب التكلفة العالية لحوامل الطاقة والمواد التي تدخل في صناعة الزينة إضافة لسعر صرف الدولار وتكاليف الشحن في المستوردة منها، أمام هذا “الغلاء”، لجأت سيدات لصناعة زينة رمضان، بحسب ندى عثمان “للحفاظ على طقوس الزينة الرمضانية وبيعها بأسعار مقبولة، وفي الوقت نفسه تأمين مصدر دخل “.

تقول عثمان إنها تلقّت تدريباً قبل أربع سنوات على فن صناعة الشموع وعكسته على صناعة الزينة الرمضانية من المادة ذاتها، فـ “زينة رمضان الموجودة في الأسواق بأشكال تقليدية دون ابتكار وتباع بأسعار باهظة، لذلك فكرت بتصنيعها بطريقة مبتكرة وبأسعار مقبولة جداً تكون في متناول الناس، وأقوم بتسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

تتراوح أسعار زينة رمضان التي تبيعها ندى عثمان في حلب، بين 15 إلى 100 ليرة سورية، في الوقت الذي تتراوح فيه أسعار الزينة المستوردة في الأسواق بين 150 إلى 500 ليرة سورية. وتعتمد ندى في صناعة الزينة بشكل أساسي على الشمع، إذ تقوم بإذابته قبل وضعه ضمن القالب المطلوب وتنتظره حتى يجمد ويأخذ الشكل المطلوب، ثم تخرجه وتعرّضه لحرارة بدرجة منخفضة لتطبع عليه الصورة أو العبارة التي تريد وضعها عليه”.

وتستفيد سناء من دراستها للفنون الجميلة في صناعة الزينة بشكل عام، والرمضانية بشكل خاص في صناعة وتصميم أشكال جديدة وبيعها في الأسواق. تقول سناء “قررت البدء بعملي خاص من المنزل لتأمين مصدر دخل، وبدأت الفكرة حين قرأت منشوراً على فيسبوك لسيدة تطلب تصميم تحف وزينة خاصة عليها اسم ابنها وصورته بمناسبة عيد ميلاده”.

أنشأت سناء حساباً على تطبيق إنستغرام نشرت عليه صوراً من تصاميم الزينة التي تصنعها، ولاقت منتجاتها إقبالاً من قبل الزبائن، على حد قولها. الاستحسان جاء بسبب “الأسعار الرخيصة مقارنة بالأسواق”، تشرح رولا سبب ذلك بـ “استخدامها للكرتون والمواد التالفة التي تحولها إلى مجسمات وزينة تناسب مختلف المناسبات وبلمسة فنية مميزة، لذلك كان لدي طلبات كثيرة من الزبائن خلال الأيام الماضية على زينة رمضان، الذين وجدوا فيها حلاً أفضل من شرائها من السوق بأسعار باهظة”.

إعادة التدوير فكرة قليلة التكلفة، لجأت إليها سيدات صناعة الزينة لتحويل الأشياء التالفة إلى مجسمات وأشكال تباع في مختلف المناسبات الدينية مثل الأعياد وموسم الحج وشهر رمضان، فضلاً عن صنع زينة المواليد الجدد والمناسبات الشخصية مثل الأفراح وأعياد الميلاد.

في مدينة حلب قرّرت أم يزن أن تبتكر بنفسها حلّاً لتزيين منزلها في رمضان بنفسها، تقول إنها شاهدت فيديوهات لصناعتها في يوتيوب، وتعلّمت أفكاراً جديدة بمواد بسيطة معظمها متوفرة في المنزل.

صنعت أم يزن، فوانيس رمضانية من الكرتون وأعواد الخشب، كتبت عليه عبارات مختلفة اختارتها وأطفالها، لفّتها بحبل ضوئي ووزّعتها في أنحاء المنزل، تقول “إنها كانت تجربة ممتعة وبتكلفة لا تذكر”.

أمام قائمة الأولويات الطويلة التي تعترض العائلات السورية في كل شهر، خاصة تكاليف شهر رمضان المرتفعة، تجد الزينة في أسفل القائمة مقابل ر وجبة إفطار واحدة تزيد تكلفتها عن خمسين ألف ليرة، إلّا أن الترتيب ومظاهر الفرح بالشهر الكريم لن تتوقف، وأناقة السيدات السوريات في منازلهن لن يحدّها شيء، تصنعن بأيديهن ما تعجزن عن شرائه وتجهزن منازلهن في كل مناسبة بما يليق بهن.