لكل السوريين

ترامب على أبواب البيت الأبيض.. هل يوقف الحرب في أوكرانيا كما وعد

أعلن ترامب خلال حملته الانتخابية أنه يعتزم التوصل إلى حل للنزاع بين روسيا وأوكرانيا، وتعهد بأنه سيحقق ذلك خلال 24 ساعة فقط من تسلمه منصب الرئاسة في الولايات المتحدة.

وها هو سيدخل إلى البيت الأبيض بعد أيام، وسيلزمه تعهده بوضع هذا النزاع في مقدمة أولوياته خلال فترة رئاسته الثانية.

وفي هذه الحالة، سيتعين عليه أن يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات إقليمية كبيرة لصالح روسيا، ويعلن منع انضمامها إلى حلف الناتو، ويقدم ضمانات أمنية لروسيا لإنهاء النزاع، كون موسكو لن تخضع للشروط الأوكرانية ولن تتنازل عما تسميه “النصر الكامل”.

وأفضل ما يمكن أن يفعله ترامب خلال المفاوضات المقبلة لحل للنزاع بين روسيا وأوكرانيا، في حال البدء بها، هو إنهاء النزاع بأفضل الشروط التي يمكن أن يحصل عليها من الجانب الروسي لصالح أوكرانيا.

وعليه قبل ذلك أن يتفهم الحقائق الميدانية لهذا النزاع قبل الدخول في المفاوضات، وأن يخضع لشروط روسيا التي لن تتنازل عنها لإنهاء النزاع، ورفض ترامب لهذه الشروط يعني استمرار الحرب، وفشله في وقفها.

مكان اللقاء المرتقب

أعلنت سويسرا استعدادها لاستضافة اللقاء المرتقب بين الزعيمين الروسي والأميركي، لإجراء مفاوضات وقف الحرب في أوكرانيا، إذا طلب الطرفان منها ذلك، ولكن من غير المرجح أن توافق موسكو على استضافة سويسرا لهذه المفاوضات، نظرا لفقدانها وضعها المحايد.

ويرجح المتابعون أن يكون مكان لقاء الزعيمين في قطر أو الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية، حيث جميع هذه الدول لا تعترف باختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وتقوم بالوساطة بشكل ما بين موسكو وكييف.

وفي الظروف الحالية، تعتبر قطر المرشح الأرجح لدور منصة اجتماع ترامب وبوتين، حسب المستشرق ليونيد تسوكانوف الذي قال “يمكن لقطر أن توفر حضوراً موسعاً للدول الأخرى المهتمة مثل تركيا، التي تربطها بالدوحة علاقات تحالف”.

وأشار تسوكانوف إلى أن “الدور القيادي سيظل للدوحة، على الرغم من إمكانية وجود وسطاء سعوديين وإماراتيين”.

وحسب المستشرق، “مشاركة دول عربية أخرى في التسوية وتوفير منصات للاجتماع تظل أقل احتمالاً، لأن معظم اللاعبين في الشرق الأوسط يركزون الآن على القضايا الإقليمية”.

خيارات ترامب

حسب تقرير لوكالة رويترز، سيضطر ترامب لاختيار واحدة من الخطط التي اقترحها فريقه لإنهاء النزاع في أوكرانيا.

وأشارت الوكالة إلى أن المقترحات التي قدمها ثلاثة مستشارين رئيسيين لترامب، بمن فيهم مبعوثه الجديد إلى روسيا وأوكرانيا “تتشارك في بعض النقاط الرئيسية التي من أبرزها مسألة عضوية أوكرانيا في حلف الناتو”.

ونقلت الوكالة عن أحد المسؤولين السابقين في فريق الأمن القومي لدونالد ترامب قوله، إن هناك ثلاثة مقترحات رئيسية لحل النزاع في أوكرانيا، يدعو المقترح الأول إلى تجميد خطوط القتال الحالية في أوكرانيا، والامتناع عن تزويدها بالأسلحة الأميركية، إلّا إذا وافقت على محادثات السلام، وتعليق عضويتها في حلف شمال الأطلسي، وتقديم ضمانات أمنية أميركية لها، قد تشمل تعزيز إمدادها بالأسلحة بعد التوصل إلى اتفاق.

بيمنا يدعو المقترح الثاني إلى وقف المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، وتشكيل منطقة منزوعة السلاح على خط المواجهة بين البلدين، ومنع كييف من الانضمام إلى الناتو.

ويدعو المقترح الثالث إلى إنشاء مناطق ذات حكم ذاتي” في شرق أوكرانيا، ورفض عضويتها في حلف الناتو، لأن عضويتها في الحلف ليست في مصلحة الولايات المتحدة.

وتوقعت الوكالة أن تمارس إدارة ترامب سياسة “العصا والجزرة “، خلال للمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، بحيث يتم وقف المساعدات العسكرية الأميركية لكييف، إذا لم توافق على المفاوضات، بينما سيتم تكثيف هذه المساعدات إذا رفضت روسيا هذه المفاوضات.

خيارات زيلينسكي

توقعت صحيفة “فاينانشال تايمز” أن ينتهي النزاع الأوكراني هذا العام، بإبرام زيلينسكي معاهدة سلام مع روسيا تتضمن قبوله التنازل عن الأراضي التي خسرها لصالح موسكو.

وبحسب الصحيفة “سيوافق فلاديمير زيلينسكي على سيطرة روسيا الفعلية، ولكن غير القانونية على الأراضي التي تسيطر عليها حالياً، مع بعض عمليات تبادل الأراضي مقابل ضمانات أمنية أوروبية لأوكرانيا بدعم من الولايات المتحدة، وتجميد انضمامها إلى حلف الناتو”.

وقال المحلل العسكري البريطاني ألكسندر ميركوريس “على دونالد ترامب أن يدرك عند دخول المفاوضات مع روسيا حقيقة أنها لن تخرج من هذا النزاع سوى منتصرة”.

وفي ذات السياق، قال الخبير العسكري توماس ماليني، إن ترامب بحاجة لفهم حقيقة استحالة هزيمة روسيا في النزاع الأوكراني، وأضاف أن على إدارة ترامب أن تفهم أن تجميد النزاع في أوكرانيا لن ينجح.

وكان الرئيس بوتين قد قال في شهر تموز الماضي “إن وقف إطلاق النار في أوكرانيا مستحيل دون موافقة الطرف الآخر على خطوات لا رجعة فيها ومقبولة لدى موسكو”.

وأشار إلى أن عضوية أوكرانيا المحتملة في الناتو تشكل تهديداً لأمن روسيا، وشدد على أنها كانت أحد أسباب بدء العملية العسكرية الخاصة ضد أوكرانيا.