دمشق/ مرجانة إسماعيل
تشهد محافظتي دمشق وريفها حالة من الركود الواضح في سوق اللحوم الحمراء، وتبدو محال بيع اللحوم شبه خاوية، ما يعكس تغير العادات الشرائية لدى المستهلكين بسبب غلاء المعيشة.
ويقول أحد أصحاب محال بيع اللحوم في دمشق: “منذ انتهاء موسم الصيف، ونحن نكاد لا نبيع شيئاً سوى لعدد قليل من الزبائن الذين يأتون مرتين أو ثلاث مرات في الشهر، ولا تتعدى مشترياتهم أوقيتين”.
وأضاف أن تراجع الطلب دفع أصحاب المحال إلى شراء الخراف بشكل جماعي، إذ يشترك اثنان أو ثلاثة منهم في شراء خروف واحد لتجنب فساد اللحم، خصوصاً مع الانقطاع المستمر للكهرباء.
في ظل الركود، أشار صاحب محل آخر إلى ارتفاع تكاليف نقل الذبائح من حماة وحمص إلى دمشق، والتي بلغت أكثر من 150 ألف ليرة سورية، ما يزيد من عبء الكلفة وينعكس بشكل مباشر على أسعار اللحوم في السوق.
من جانبه، أوضح رئيس جمعية اللحامين، أن الطلب على اللحوم الحمراء انخفض بنسبة 25% منذ انتهاء الموسم السياحي وبدء العام الدراسي، رغم ثبات أسعار اللحوم منذ شهرين.
وأشار إلى أن سعر كيلو لحم الغنم بالمفرق يتراوح بين 190 إلى 200 ألف ليرة، إذ يتراوح سعر كيلو لحم العجل بين 150 إلى 160 ألف ليرة، في حين تبلغ كلفة نقل الخروف الواحد من محافظة حماة 150 ألف ليرة، تشمل الضرائب وأجور النقل والعمال.
يُشار إلى أن مناطق سيطرة الحكومة تعاني من أزمة اقتصادية خانقة منعت عشرات آلاف العائلات من شراء اللحوم، وسط تفشي الفقر وتراجع القدرة الشرائية لأدنى مستوياتها في مقابل فشل الحكومة في تأمين الأساسيات للسكان.
ومن ضمن العوامل التي أسهمت في ارتفاع أسعار اللحوم، البدء بتنفيذ قرار السماح بتصدير الأغنام، وإحجام نسبة كبيرة من المربين عن المبيع خاصة للأغنام الذي يكون وزنها أقل من 50 كيلو حيث يجري تسمينها تحضيراً لبيعها أو تصديرها.
وانخفض استهلاك اللحوم في العاصمة دمشق بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية، بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار، وعدم قدرة الأهالي على مجاراة ذلك الارتفاع والتأقلم معه.
ونتيجة لقلة الطلب على اللحوم، فإن عدد الذبائح اليومية في دمشق تراجع بمقدار النصف، حيث لا يتجاوز عدد الذبائح اليومية من الأبقار والعجول الـ 30 ذبيحة، في حين أن عدد الذبائح من الأغنام لا يتجاوز الـ 400 ذبيحة.
ودائماً ما تكون أسعار اللحوم الحمراء في دمشق أعلى من الأسعار في ريفها، بسبب عدم وجود تربية للأغنام والعجول في العاصمة، وهو ما يجبر التجار على استجرار المواشي من الريف بكلفة أعلى خاصة في ظل أجور النقل المرتفعة.