دمشق/ مرجانة إسماعيل
تعتبر تربية الحيوانات الأليفة من الهوايات التي يفضلها الكثيرون وخصوصاً تربية القطط والكلاب، ويصبح الحيوان الأليف جزءً حقيقياً من العائلة، إذ يستطيع الحيوان الأليف أن يمنح الإنسان فوائد صحية مهمة ومدهشة أحياناً.
وتجد أن معظم الأشخاص يشعرون بالسعادة عند التقليب بين مقاطع الفيديو والصور الطريفة للحيوانات الأليفة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركتها مع الأصدقاء، يعطي وجود حيوان أليف حقيقي في المكان شعوراً مماثلاً
وشهدت دمشق في السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في تربية الحيوانات الأليفة، وخاصة القطط، كوسيلة لكسر العزلة الاجتماعية التي فرضتها الحرب. ومع التباعد الاجتماعي وهجرة العديد من أفراد الأسر، وجد الكثيرون أنفسهم محاصرين بالوحدة، مما دفعهم للبحث عن رفقاء غير تقليديين. ويعكس هذا التحول نحو تربية الحيوانات الأليفة محاولة للهروب من الوحدة والتخفيف من الضغوط النفسية المتزايدة نتيجة ظروف الحرب.
وفرضت الحرب واقعاً صعباً من التباعد وقلة التواصل، ومن أشد ما تعرضت له بعض الأسر هجرة الأب والأبناء الذكور، بالإضافة إلى عوامل أخرى كارتفاع تكاليف النقل وصعوبة الظروف المعيشية، ما منع الكثيرين من التواصل مع أقاربهم بالشكل المناسب.
وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الخيار الأكثر استخداماً لأداء الواجبات الأسرية. مع تزايد هذا التباعد، ظهرت ظاهرة الوحدة، وخاصة بين كبار السن والنساء، الأمر الذي دفع العديد منهم للجوء إلى تربية الحيوانات الأليفة، مثل القطط، كوسيلة للبحث عن الونس وكسر العزلة.
ويؤدي وجود حيوان أليف إلى خلق مزيد من العلاقات الإنسانية، إذ يتعرف كثير من الغرباء على بعضهم في أثناء أخذهم حيوانهم الأليف للمشي، ثم تبدأ صدفة محادثات عن لطافة هذه الحيوانات، يساعد الحيوان الأليف الإنسان ليكون اجتماعياً أكثر، ويخفف شعوره بالعزلة عندما يكون في المنزل.
ويُعد هذا المشهد رمزاً للكثير من الحالات المشابهة، خصوصاً بين كبار السن الذين تفرقهم ظروف الحرب عن أبنائهم سواء داخل البلاد أو خارجها.
وتسبب التباعد الاجتماعي جراء الحرب والهجرة يعد من الأسباب المباشرة وراء زيادة توجه الناس نحو تربية الحيوانات الأليفة ثم أن كل من لديه حيوان أليف، هو المسئول الحقيقي عن مواعيد وجبات الطعام، يجب أن يستيقظ الشخص كل صباح فقط لأن حيوانه الأليف يود الاستيقاظ.
وشهدت سوريا مؤخراً افتتاح محال متخصصة في بيع القطط والكلاب، بعدما كانت تقتصر على بيع الطيور فقط، يدير هذه المحال أشخاص لديهم شغف بتربية الحيوانات وخبرة في العناية بها وترويضها.
ووجد فريق بحثي من جامعة ولاية ميتشيغان الأميركية أن اقتناء الحيوانات الأليفة ليس سبباً في رفع مستوى السعادة أو إزالة الشعور بالوحدة لدى الناس، وهذا اعتقاد شائع لدى الكثيرين.
وبحسب الدراسة التي نشرها هذا الفريق في دورية “بيرسوناليتي آند سوشيال سايكولوجي بوليتن”، قام الباحثون من هذا الفريق بتقييم 767 شخصاً على مدى 3 مرات في أيار 2020، عن طريق عمل استقصاء عام دمجت فيه بشكل يبدو غير مقصود أسئلة متعلقة بأسلوب الحياة ومدى الشعور بالرفاهية وملكية الحيوانات الأليفة.