يعاني سكان بلدة كسب في ريف اللاذقية والتي يعتمد فيها الأهالي على موسم السياحة، من انقطاع المياه عنهم منذ أوائل شهر حزيران، ويؤكد سكان من البلدة، إنهم لم يتمكنوا منذ نحو شهر من تعبئة خزانات منازلهم الأمر الذي دفعهم إلى شراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة.
وطالب السكان الجهات المعنية، بإيجاد حل دائم لمشكلة انقطاع المياه المعتمدة على السياحة التي تشكل مصدر رزق بالنسبة لهم، حيث إن سبب انقطاع المياه تعطل الضخ من بئرين من أصل 4 آبار تغذي البلدة، رغم ان المسؤولين المحليين بالمحافظة، أكدوا على إنه يتم العمل على إصلاح البئرين، وزيادة ساعات إيصال الكهرباء، لتعود المياه خلال وقت قصير.
وتعد بلدة كسب من أهم الأماكن السياحية في سوريا من حيث موقعها الجغرافي، وارتفاعها عن سطح البحر نحو 800 مترا، وتضم عددا كبيرا من الفنادق والمطاعم، كما تعتبر مقصدا هاما للسياح من جميع المحافظات السورية ومن خارج سورية.
لكن بلدة كسب على الساحل السوري ليست الوحيدة التي تعاني من مشكلة المياه، فأغلب مناطق الساحل والريف، تشتكي من الانقطاع المستمر للمياه من دون وجود أي استجابة.
وفي إضافة أخرى متميزة، يواجه سكان بلدة بيت ياشوط في ريف اللاذقية، خطر الإصابة بالأمراض بسبب اضطرارهم شرب مياه مسرطنة عبر شبكة تعود لعام 1960، نظرا لتجاهل الحكومة لمعاناة المواطنين وعدم اتخاذها أي خطوات بهذا الشأن، وتعاني شبكة المياه في البلدة من الأعطال منذ أكثر من 14 عاما، وحتى الآن لم يتم استبدالها على غرار البلدات والقرى المجاورة، حيث إن البلدة تعاني من واقع خدمي سيئا جدا بدءاً من الكهرباء إلى الماء والاتصالات والصرف الصحي.
وتعتبر عدة مدن رئيسية في اللاذقية وريفها من أبرز المناطق التي تعرضت لهذه الممارسات والاهمال، حيث حرم سكانها من الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات، وخاصة بعد الزلزال، حيث تعاني كثير من القرى والبلدات في ريف اللاذقية من انعدام شبكات الصرف الصحي، ما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية وانتشار الأمراض من دون رصد جهود تذكر من قبل الحكومة لمعالجة هذه المشكلة، ويتخوف السكان من آثار وخيمة لهذا الإهمال المتعمد للخدمات الحياتية الأساسية، فقد انتشرت الأمراض من جراء تلوث المياه، وحرم الناس من الحصول على المياه النظيفة للشرب، كما أدت انقطاعات الكهرباء المطولة إلى شلل في الحياة اليومية وتعطيل الأنشطة الاقتصادية.
تشتكي قرى في منطقة جبلة بريف اللاذقية من التلاعب في عملية ضخ المياه، ما يتسبب بانقطاعها لمدة 15 يوما، في ظل الارتفاع الشديد بدرجات الحرارة، وفي بعض القرى أن واقع المياه سيئ جدا، بسبب عدم الالتزام ببرنامج ضخ المياه، وأشار البعض إلى أن عملية الضخ تتأخر أحيانا لمرة كل 15 يوماً، وأحيانا كل 10 أيام مع عدم التقيد بآلية عمل معينة أو توقيت معين، إضافة إلى التأخر بعملية وصل المياه للأهالي وهذا يسبب معاناة كبيرة، وأكد أهالي قرية عين الشرقية أن عملية ضخ المياه تكون وفقا لمزاج المسؤولين عنها، وتعتمد على المحسوبيات ما يحرمهم من وصول المياه إليهم.
قدم الأهالي العديد من الشكاوى لرئيس وحدة مياه بيت ياشوط، المسؤولة عن المنطقة، ولم تعالج المشكلة بل زاد الأمر سوءا مع استمرار عمال الضخ بالتلاعب بالدور وعدم الاكتراث للأمر، وطلب الأهالي من مؤسسة مياه اللاذقية، النظر في الموضوع ومحاسبة المقصرين والمتسببين بحدوث تلك المعاناة في قريتهم وفي قرى كثيرة بريف اللاذقية.
اشتكى مواطنون في قري بريف اللاذقية خلال الأيام الفائتة، من عدم توافر المياه الصالحة للشرب وغياب مياه الري عن العديد من الأراضي الزراعية مع حصول حالات تسمم، وسط مطالبات يومية للسكان بحل هذه المشكلة.
ويشكل انقطاع المياه عبئا كبيرا على الأهالي الذين يضطرون للتعبئة عن طريق صهاريج مياه غير معروفة المصدر، بأسعار مرتفعة جدا تزيد بين اليوم والآخر لتصبح حاليا متفاوتة بين 35 إلى 50 ألف ليرة حسب سعة الخزان، مع الإشارة إلى عدم القدرة على التأكد من مدى صلاحية هذه المياه للشرب، في ظل اضطرار المواطنين للتعبئة منها بسبب غياب المياه النظامية.
الجدير بالذكر أن أزمة مياه الشرب هي مشكلة عامة، يعود السبب الرئيسي الى الشبكة المتهالكة بسبب استخدامها منذ أكثر من 13 عاما وانقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر المحروقات اللازمة لتشغيل الآبار.