لكل السوريين

بسبب الضائقة الاقتصادية.. انتشار العربات والكوات الصغيرة لبيع الفطائر باللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي

إن الحياة المعيشية ومطالبها فرضت على الكثيرين البحث عن مصادر للدخل شريفة، تؤمن للبعض سبل للاستمرار بالحياة أفضل من التسول، فقد ازداد عدد العربيات والكوات الصغير في أسواق مدينة اللاذقية بشكل ملحوظ دون أن تستثني شيئاً من معروضاتها، ولا شك أن انتشار البسطات أصبح أمرا واقعا، ومتنفسا للعديد من الأسر ذات الدخل المحدود والتي تقصدها مفضلة إياها على المحال ذات الأسعار غير المنطقية، ولو كادت أسعار البسطات توازيها في بعض الأحيان.

السيدة أم هادي من قرية بسنادا بريف اللاذقية وهي مديرة مدرسة الابتدائية في القرية، أخبرتنا: تنتشر في شوارع  اللاذقية عادة  بسطات الألبسة وألعاب الأطفال وعربيات أو كوات من  صناديق الخشب أو البلاستيك عليها أنواع من الأعشاب كالهندباء والبلغصون والبقدونس والنعناع والخبيزة والسلق البلدي وهؤلاء يأتون من القرى ويبسطون على الزوايا كي لا تصادرهم سيارات البلدية، الحديث في الامر هو انتشار عربيات الصاج وصناعة المعجنات على اختلاف أنواعها، فلا يكاد يخلو شارع أو رصيف من انتشار صانعي المعجنات، فكل ما يحتاجه الأمر طاولة صغيرة توضع عليها أطباق حشوات الجبنة والزيت والزعتر والمحمرة وغيرها من تلك الأصناف وفرن صاج إلى جانبها.

الشاب عمر وهو طالب جامعي ولديه عربية كبيرة وفوقها الصاج وتقف في شارع قريب من الجامعة، وتعمل معه فتاة صبية هي تجهز العجينة وهو يشويها على الصاج قال لنا: نحن نعمل لنؤمن مصروف دراستنا الجامعية، ونساعد الأهل في تأمين قوت يومهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أغلب البشر، مؤكدا أن رغبة الناس لتناول هذه الفطائر كبيرة وهي ما دفعتهما لإكمال مشروعهما الخاص، وكل الامل يحدوهم في يوم من الأيام أن يستطيعا افتتاح محل خاص بصنع الفطائر والمعجنات.

السيد أبو رشاد وهو في الخمسين من عمره ولديه بسطة وصاج في الشارع الرئيس بحي الزراعة، ويعمل معه أبنه خليل قال لنا: إنه يصنع الفطائر ويجهزها من السادسة صباحا، وأكثر زبائنه من المارة وطلاب المدارس والجامعة، وإن الطلب على هذه الفطائر كبير من هذه الفئة لرخص ثمنها من جهة مقارنة مع أسعار سندويشة الفلافل التي ارتفع سعرها إلى 9 آلاف ليرة، فأغلى تسعيرة لأفضل شطيرة عنده 3 آلاف ليرة وأقلها 1500 ليرة.

أحد الزبائن الواقفين عند عربية السيد أبو رشاد، السيد أبو هيثم وهو موظف، قال لنا: أنا موظف ذاهب إلى وظيفتي توقفت لتناول فطيرة وأريد أن أكسر السفرة، واسعارها مقبولة وهي لقمة على الماشي، وأشار إلى أن سعر الفطائر المباعة على البسطات لم يعد رخيصا مثلما كان في الماضي ولكن يبقى أرخص بكثير من الأكل في المطعم، حسب رواية من التقيناهم عند هؤلاء الباعة، إذ يبلغ سعر فطيرة الجبنة قشقوان 3 آلاف ليرة، والمحمرة بجبنة 3 آلاف ليرة، والزعتر بألفي ليرة، والمرتديلا بألفين والجبنة البيضاء بألفي ليرة، ويرتفع سعرها اذا أراد الزبون إضافة حاجات أخرى كالزيتون أو النعنع أو الخيار على سبيل المثال.

السيد أبو تيسير وعنده عربية وصاج لبيع الفطائر وتقف أمام إحدى المدراس الثانوية في حي الجمهورية أخبرنا: أنا ملتزم بالنظافة حفاظا على صحة الأولاد وأسعارنا متل غيرنا وملتزمون بها، أن انتشار بسطات صناعة الفطائر ازداد بشكل كبير في الآونة الأخيرة، والطلاب والمدرسات والمدرسين زبائننا الأساسيين تعودوا علينا فنحن من سنوات نبيع الفطائر هنا، ويمر دائما التموين ويأخذون العينات من هنا ويتم فحصها، والحمد لله دائما كانت النتائج ممتازة، والبعض ممن يعملون بشكل غير صحيح يتم مخالفتهم وتنظيم الضبوط التموينية بحق المخالفين إن وجدت.