لكل السوريين

ارتفاع الأدوية يهم بتنشيط عمل العطارين بحماة

تقرير/ جمانة الخالد

شكّل قرار زيادة أسعار الأدوية الصادر مؤخراً عن “وزارة الصحة” صدمة لمواطني حماة، ودفع بعضهم إلى استبدال أدوية الصيدليات بالأعشاب الطبية الأرخص سعراً، هذا القرار الصادم الذي يزيد في معاناتهم وأمراضهم، نتيجة تضاعف قيمة فاتورة أدويتهم التي يسددونها.

المواطن والصيدلاني صدما بقرار رفع أسعار الأدوية الأخير ومرضى القلب والسكري هم أكثر المرضى تأثراً بهذا الرفع، لكونها تثقل كاهلهم، كما أثر ارتفاع الأسعار على شراء المرضى للأدوية.

في المقابل نشط من حركة البيع لدى العطارين وقال عدد من أصحاب محال بيع الأعشاب أن الإقبال زاد مؤخراً على شراء الأعشاب الطبية والشعبية. وأوضحوا أن أكثر الأعشاب المطلوبة هي المتعلقة بالوقاية من نزلات البرد والرشح والكريب، وخافضات السكر والضغط، والمنشطة للقلب والدورة الدموية.

كما انتشرت في الآونة الأخيرة محال بيع مستحضرات التجميل الطبيعية والأعشاب بالتزامن مع إقبال الأهالي على شراء المواد “غير الكيميائية” واستخدامها كبدائل للأدوية و”الإكسسورات” الصيدلانية.

ولا يبدو هذا الإقبال المتزايد ناتجاً عن الحاجة إلى تغيير “اللايف ستايل” وترك كل ما هو كيميائي ومُصنَّع والعودة إلى الطبيعة، بل هو في صميمه تعبير عن اليأس وصورة من صور معايشة الحياة ومعالجتها بأقل التكاليف الممكنة.

يرتبط إقبال السوريين وقبولهم للمنتجات الطبيعية -على الرغم من عدم معرفتهم محتواها أو أثرها المديد- بنصائح الأهل وحكايات الجدّات والشائعات التي يتناقلها الأصدقاء فيما بينهم.

ويعد طب الأعشاب بمسمياته المختلفة “الطب الطبيعي، الطب التكميلي، الطب البديل، العلاج بالمواد الطبيعية..” موروثاً اجتماعياً ودينياً تعود بداياته إلى ما قبل تطور الطب المسند بالدليل ونشوء علم الصيدلة كاختصاص علمي مستقل عن علم النبات وعلم الكيمياء وإن كان مشتقاً منهما، إذ كانت “حرفة العِطارة” هي الأساس في توصيف العلاجات للناس والتخفيف من آلامهم، ولا تزال المؤلفات التي وضعت في هذا المجال موجودة حتى الآن في الكثير من بيوت السوريين؛ إذ تلجأ إليها الأمهات لمداواة أولادهن في الحالات الطارئة أو عند تعذر الوصول إلى طبيب.

لم يعد شراء الأدوية بالدين أو بالتقسيط أمراً مُستهجناً أو غريباً على السوريين؛ فأسعار الأدوية ترتفع إلى الضعف أو أكثر بين الحين والآخر؛ وتبرر الحكومة ذلك بارتفاع سعر صرف الليرة السورية وما يترتب عليه من ارتفاع أسعار المواد الأولية المستوردة والتي تدخل في الصناعات الدوائية.

أما المواد التجميلية ومستحضرات العناية بالبشرة “الأجنبية” التي تدخل “تهريباً” إلى السوق السورية فأسعارها خيالية مقارنة بالمنتجات الوطنية وتمتنع الصيدليات عن عرضها لكونها مُهرّبة، وتقدمها للزبائن عند الطلب أو بتوصية مسبقة، حتى لا يتكلف الصيدلي ثمنها من دون وجود طلب عليها ما يؤدي إلى كسادها.

ونظراً لضعف القدرة الشرائية لدى السوريين والغلاء المعيشي، أصبحت تكاليف العلاج الضرورية عبئاً حقيقياً بالنسبة إليهم، أما مواد التجميل والتنظيف والعناية الشخصية، فهي ترف ورفاهية لا يطوله الجزء الكبير منهم.

يحتاج العمل في إنتاج المواد العشبية ومواد التجميل الطبيعية: قرار صناعي، سجل صناعي، سجل تجاري، موافقة وزارة الصحة.

ويعمل في هذا المجال الأكاديميون من حملة الشهادات في: الصيدلة، الهندسة الزراعية، الكيمياء، بالإضافة إلى العطارين الذين توارثوا هذه الحرفة عن آبائهم وهم من حملة شهادات تمنحها نقابة المهن الحرفية.