لكل السوريين

واشنطن تسقط قرار وقف إطلاق النار في غزة.. وإسرائيل تخطط لإغراق أنفاقها بمياه البحر.. ونتنياهو يسعى لتحقيق نبوءة إشعياء

بعد استخدام واشنطن حق النقض، أخفق مجلس الأمن الدولي للمرة الثانية في تمرير مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، رغم تحذير الأمين العام للأمم المتحدة بأنه لا توجد حماية فعالة للمدنيين في غزة، ولا يوجد مكان آمن في القطاع.

وقال أنطونيو غوتيريش في رسالته إلى المجلس “مع القصف المستمر للقوات الإسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حدّ أدنى للبقاء، أتوقع انهياراً كاملاً وشيكاً للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل تقديم المساعدات الإنسانية مستحيلاً، حتى لو كانت محدودة”.

وطالب مشروع القرار الذي أعدّته الإمارات العربية المتحدة، بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لدواع إنسانية، وحذّر من “الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة”.

كما دعا إلى “حماية المدنيين والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وضمان وصول المساعدات الإنسانية”.

ويرى محللون سياسيون أن إفشال مسعى الأمين العام للأمم المتحدة في مجلس الأمن الدولي، يعطي الضوء الأخضر لاستمرار إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة بدعم أميركي.

نفوس مريضة

بتعنّت قلّ نظيره، تصرّ حكومة نتنياهو المتطرفة على استمرار عدوانها الوحشي على قطاع غزة رغم موجات الاحتجاج الواسعة في معظم دول العالم، ورغم نداءات المنظمات الانسانية والحقوقية العالمية بوقف العدوان.

وبوقاحة غير مسبوقة يقوم قادة إسرائيل بممارسات غير أخلاقية ضد أسرى قطاع غزة تحت سمع العالم وبصره، ويتحدثون عنهم وكأنهم كائنات غير بشرية.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن جيش الاحتلال صور اعتقال عشرات الفلسطينيين من مراكز الإيواء في شمال قطاع غزة، وإجبارهم على خلع ملابسهم بذريعة التأكد من أنهم لا يحملون سلاحاً، وأظهرت الصور عملية جمع الأسرى وهم شبه عراة في أرض رملية أمام حفرة كبيرة، مما أثار المخاوف من أن تقوم سلطات الاحتلال بتنفيذ إعدام جماعي بحقهم.

ودعا نائب رئيس البلدية الإسرائيلية في القدس إلى دفن أسرى قطاع غزة أحياء، ووصفهم عبر منصة إكس، بالنازيين، وقال إن دفنهم أحياء هو الطريقة الوحيدة للتعامل معهم، لأنهم “ليسوا إلّا مجموعة من النمل”، حسب تعبيره.

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة توالت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تبرر قتل المدنيين في القطاع المحاصر.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إنهم “يحاربون حيوانات على هيئة بشر” في غزة، واعتبر وزير التراث الإسرائيلي أن أحد الخيارات المطروحة أمام تل أبيب “إلقاء قنبلة نووية” على غزة.

إغراق الأنفاق

نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل أقامت نظاماً كبيراً من المضخات قد يستخدم لغمر الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس أسفل قطاع غزة بمياه البحر في محاولة لإخراج المقاتلين منها.

وأفادت الصحيفة في تقريرها، بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بهذا الخيار الشهر الماضي، وذكرت أن المسؤولين الأميركيين لا يعرفون مدى قرب حكومة نتنياهو من تنفيذ الخطة.

وجاء في تقرير الصحيفة أنه في منتصف تشرين الثاني الماضي “أكمل الجيش الإسرائيلي وضع ما لا يقل عن خمس مضخات على بعد ميل تقريباً إلى الشمال من مخيم الشاطئ للاجئين، يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة وإغراق الأنفاق في غضون أسابيع”.

وأفاد التقرير بأنه لم يتضح بعد ما إذا كانت إسرائيل ستفكر في استخدام المضخات قبل إطلاق سراح جميع الرهائن، حيث قالت حماس إنها “أخفت رهائن في أماكن وأنفاق آمنة”.

وفي رده على سؤال الصحيفة حول هذه الخطة، قال مسؤول أميركي “من المنطقي لإسرائيل أن تعمل على جعل الأنفاق غير صالحة للاستخدام وأنها تستكشف مجموعة من السبل لفعل ذلك”.

بينما قال مسؤول كبير في جيش الاحتلال “إن جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل على نزع قدرات حماس الإرهابية بطرق مختلفة، باستخدام أدوات عسكرية وتكنولوجية مختلفة”.

نتنياهو المتهور ونبوءة إشعياء

وصفت صحيفة لوموند الفرنسية ما يقوم به نتنياهو بالاندفاع المتهور، ووصفت الحرب على غزة بأنها حربه الخاصة، وقالت “إن رئيس الوزراء الإسرائيلي المهووس ببقائه السياسي، يرفض فكرة الدولة الفلسطينية، ولا يقدم سوى حلول افتراضية لمستقبل غزة”.

في حين نشر الكاتب الإسرائيلي تسفي بارئيل، مقالاً في صحيفة هآرتس قال فيه “إن نتنياهو هو آخر شخص يمكنه القضاء على التطرف في قطاع غزة كما يدّعي”، وشبهه بالرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش خلال حربه على العراق، الذي “عمل على تغذية التطرف المحلي ومنحه الشرعية من خلال الاحتلال”.

وكان نتنياهو قد قال في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول الماضي إنه سيحقق “نبوءة إشعياء” في الحرب التي يشنها على قطاع غزة المحاصر، ووصف الفلسطينيين بأبناء الظلام، والإسرائيلين بأبناء النور، وقال “إن النور سينتصر على الظلام”.

ووجه رسالته إلى الإسرائيليين قائلاً “سنحقق نبوءة إشعياء، لن تسمعوا بعد الآن عن الخراب في أرضكم، سنكون سبباً في تكريم شعبكم، سنقاتل معاً وسنحقق النصر”.

وتعتبر نبوءة إشعياء واحدة من أبرز النبوءات في الكتاب المقدس ويعود تاريخها إلى القرون الأولى قبل الميلاد، وتتناول قضايا مختلفة بما في ذلك السياسة والدين والتاريخ، وتشير إلى “قدوم يهودي مخلص يحكم الأرض ويقدم السلام والعدل”.