لكل السوريين

بزحم كبير.. ومشاركة تجمعات مهنية وثقافية جديدة احتجاجات السويداء تدخل شهرها الرابع

مع دخول احتجاجات السويداء شهرها الرابع احتشدت جموع كبيرة المحتجين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء لأحياء تظاهرة الجمعة المركزية، وتوافدت وفود كثيرة من مختلف أنحاء المحافظة إلى ساحة التظاهر، وتميز وفد مدينة شهبا الذي دخل الساحة حاملاً خارطة سورية وداخلها كلمة حرية كبديل للأعلام والرايات.

وانضم إلى المحتجين “تجمع الفنانين في السويداء” الذين دخلوا الساحة حاملين لوحاتهم الفنية ومنحوتاتهم، كما انضم تجمع “الفعاليات الاقتصادية” من التجار والمستثمرين، إضافة إلى تجمعات الاطباء والمحامين والمعلمين والمهندسين الذين شاركوا بكثافة في الساحة هذا اليوم.

وتعالت هتافات الجميع المطالبة بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والتغيير السياسي.

كما ارتفعت لافتات تدين اغتيال الناشط الإعلامي محمود الحربي ابن محافظة درعا، الذي قضى برصاص مسلحين، وكان من المشاركين في مظاهرات ساحة الكرامة والساعين إلى مد جسور الثقة بين السهل والجبل، ولقبّه المحتجون بشهيد السهل والجبل.

ولاتزال تظاهرة الجمعة المركزية في ساحة الكرامة الأكثر زخماً وحضوراً، مع استمرار التظاهرات المركزية في مدينتي شهبا وصلخد وبلدة القريّا، والوقفات الاحتجاجية اليومية في بلدات وقرى المحافظة بمشاركة قرى وبلدات أخرى.

مؤشرات مريبة

لم تنقطع محاولات الاستفزاز التي يتعرّض لها المحتجون منذ بداية الاحتجاجات بالسويداء،

وكان آخرها منذ أيام أثناء عودة المحتجين من بلدة القريّا بعد مشاركتهم بمظاهرة مسائية في صرح قائد الثورة السورية الكبرى، حيث اعترض طريقهم بعض الأشخاص المسلحين في قرية “العفينة”، ورشقوا حافلاتهم بالحجارة مما أدى لإصابات طفيفة بينهم، وأطلقوا النار بالهواء في محاولة لترهيبهم، وتابع المحتجون طريقهم دون احتكاك مع المسلحين.

وأثارت هذه الحادثة استياء واسعاً في الأوساط العامة بالمحافظة وأدانتها الهيئات الاجتماعية والروحية، ودعت إلى ضرورة محاسبة الفاعلين حسب الأعراف والتقاليد المتبعة.

في حين اعتبر قانونيون إطلاق النار على باصات تنقل نساء ورجال الحراك شروع تام بالقتل.

وطالبوا النيابة العامة بإلقاء القبض على الفاعلين.

وفي حادثة سابقة، تعرّض بعض المحتجين لاستفزازات كادت أن تصل إلى مرحلة الصدام، فبعد قيامهم بإشعال الإطارات أمام مبنى قيادة فرع حزب البعث بالسويداء لإعلاقه، وصل قادة ثلاث مجموعات مسلحة محلية موالية، وأشهروا السلاح بوجه المحتجين وهددوهم بالقتل إذا لم ينسحبوا من المكان خلال دقائق، فانسحب المحتجون دون صدام معهم لتفويت الفرصة على محاولات جرّهم للمواجهة والعنف انسجاماً مع تمسكهم بسلمية الحراك.

يذكر أن المحافظة شهدت انخفاضاً ملموساً في معدلات حوادث العنف والقتل والانتهاكات خلال الأشهر الثلاثة الماضية قياساً بالأشهر السابقة من العام الحالي.

ووثقت الشبكات الإخبارية المحلية تعرّض 14 مدنياً للانتهاكات، من خطف واحتجاز قسري واعتقال تعسفي، ومقتل سبعة مدنيين في جرائم جنائية، وأربعة بظروف غامضة على أيدي جهات مجهولة، ومقتل مدني واحد بانفجار لغم أرضي في بادية السويداء، طيلة هذه الأشهر.