انخفضت تكلفة المعيشة لأسرة سورية مكونة من خمسة أشخاص مع انخفاض أسعار السلع والمواد الغذائية في الأسواق بمعدل 30 بالمئة، فقد وصلت تكلفة مصاريف الأسرة قبل سقوط النظام إلى 13 مليون ليرة شهرياً، أما اليوم فقد انخفضت مصاريف الأسرة وسطياً 6 ملايين ليرة.
واستقبل السوريون رمضان هذا العام لأول مرة منذ خمسة عقود دون عائلة الأسد، في ظل تحديات اقتصادية تشهدها البلاد في مقدمتها ضعف القدرة الشرائية وتذبذب العملة المحلية إضافة إلى أزمة بالسيولة، وسط خطط حكومية للتعافي.
وتحتاج العائلة السورية المكونة من 5 أشخاص لإنفاق مبلغ يتراوح بين 4 ملايين و850 ألفا و9 ملايين و450 ألف ليرة، كتكلفة لوجبة الإفطار وحدها خلال شهر رمضان، في حين أن متوسط الرواتب عند 300 ألف ليرة سورية (30 دولار أميركي)، في ظل وعود حكومية لم تنفّذ حتى الآن بزيادة الرواتب بنسبة 400 بالمئة.
وتختلف التكلفة المعيشية خلال شهر رمضان عن باقي أيام العام، كما تتباين قيمتها بين أسرة وأخرى، خاصة وأن شهر رمضان تتغير فيه عادات الإنفاق الذي يوجه معظمه إلى الطعام.
وهناك طقوس اقتصادية خاصة مرهونة بالشهر الفضيل، وغالباً ما يُعد موسماً مهماً للكثير من المصالح والأعمال، فعادة يزداد الطلب فيه على السلع الاستهلاكية عموماً والغذائية بمختلف أنواعها خصوصاً، ومع مراعاة مدى توافق الشهر مع المواسم نجد فروقات كبيرة في الأسعار.
وكشفت بعض التقديرات ونتيجة الظروف الراهنة عن أن معظم الدخل يُنفق على الأساسيات وبنسبة كبيرة على تأمين الغذاء، موضحًا أنه يمكن مجازاً تقدير الحاجة للإنفاق الغذائي بما لا يقل عن 80 بالمئة من الدخل التصرفي الوسطي المتاح للأسرة السورية.
وتحتاج الأسرة المكونة من خمسة أشخاص بشكل وسطي إلى قرابة مليونين للغذاء 2.8 مليون ليرة، أي بمعدل يومي وسطي بحدود 100 ألف ليرة.
وعادة ما تشهد أسعار السلع الاستهلاكية ارتفاعًا في شهر رمضان، ما يعزز زيادة الطلب نتيجة طقوس هذا الشهر وعادات الاستهلاك فيه من جهة، وزيادة قيمة الحوالات الخارجية من جهة أخرى، وبالتالي توفر القدرة الشرائية لدى شرائح مؤثرة في المجتمع.
وعادة ما تتضاعف الحوالات المالية للأهالي في الداخل السوري مع قدوم شهر رمضان لتساهم بتأمين المصاريف اليومية المتزايدة خلال الشهر، إذ تعد الحوالات المالية المرسلة من قبل المغتربين منقذًا من شبح الضائقة المعيشية التي يعاني منها السوريين بالداخل.
وكان تقرير أوردته “وكالة أنباء العالم العربي” (AWP) العام الماضي، أفاد بأن عدد السوريين المستفيدين من التحويلات المالية المرسلة من أبنائهم وذويهم المهجّرين والمقيمين خارج البلاد، إلى أكثر من 10 ملايين شخص خلال شهر رمضان.