لكل السوريين

أثار الحزن والغضب.. حريق جديد في حي شعبي قديم

عاش السوريون لحظات مليئة بالحزن والغضب وهم يشاهدون حي ساروجة التاريخي في  دمشق يحترق، وأثار الحريق شكوك بعض أبناء المنطقة في كونه مدبراً نظراً لتكرار الحرائق في هذه المنطقة التي ينشط فيها وكلاء إيران لشراء بيوتها ومحلاتها.

وتداولت منصات التواصل الاجتماعي صوراً تظهر مدى اتساع الحريق الذي نشب في منزل دمشقي قديم، قبل أن ينتشر ليشمل العديد من المنازل والمحال التجارية الأخرى في حي العمارة وسوق ساروجة والشيخ مجاهد.

وذكرت وسائل إعلامية رسمية أن الحريق اندلع في أحد المنازل القديمة في الحي ليمتد بعدها إلى المنازل المجاورة، ويلتهم جزءاً من أبنية حي ساروجة الدمشقي العتيق، بينها قصر أمير الحج في دمشق عبد الرحمن باشا اليوسف، مما أدى إلى أضرار كبيرة فيه.

وانتقل إلى بيت خالد العظم “بيت التراث الدمشقي” وأسفر عن حرق وتدمير أجزاء من قسم الحرملك الذي يشغله حالياً مركز الوثائق التاريخية.

ومنذ وقت طويل يطالب الأهالي بوضع سيارة إطفاء قريبة من منطقة دمشق القديمة بصورة دائمة، نظراً لأن معظم المنازل فيها مبنية من اللبن والقش، مما يجعلها معرضة للحرائق.

ويرفض العديد منهم تصديق الرواية الرسمية حول أسباب اندلاع الحرائق المتكررة فيها التي زادت منذ التدخل الإيراني في سورية.

غضب عارم

أثار حريق السوق الدمشقي العتيق غضباً عارماً على منصات التواصل الاجتماعي بسبب أهمية المنطقة التاريخية والعاطفية للسوريين عامة، وللدمشقيين على وجه الخصوص.

وتراوحت التعليقات على المنصات بين من يعتقد أن الحريق “تدمير ممنهج لسوريا، ومحو لهويتها أرضاً وشعباً”، وبين من يراه محاولة “طمس معالم عاصمة الأمويين”، ومن يتساءل عن المستفيد من حرق دار الوثائق التاريخية والأنساب في ساروجة، ومن له مصلحة في “محو المعلومات التاريخية لأهل الشام”.

كما تساءل آخرون عن أسباب تكرار الحرائق في المدينة القديمة، وذهب بعضهم إلى الحديث عن “حرمان سكان الأحياء القديمة من الترميم والتجديد حتى تتهالك البيوت ويضطر أصحابها إلى بيعها بأي ثمن”.

وأشاروا إلى أن “هذه المنطقة محل أطماع ايران، واندلعت فيها خلال السنوات الماضية عشرات الحرائق التي التهمت مئات المنازل القديمة والمحلات التجارية”.

ولفت أحدهم إلى أن “هذا الحريق، وما سبقه من حرائق قد يكون من فعل وكلاء ايران الذين ينشطون لشراء المنازل والمحلات التجارية في المنطقة، وفي حال امتنع أصحابها عن البيع يعمدون إلى افتعال حريق ليضطروا إلى بيعها بأبخس الأسعار بعد أن تكون تحولت إلى رماد”.

حرائق دمشق القديمة

تعرضت أحياء وأسواق دمشق القديمة لعدد من الحرائق التي أتت على أجزاء كبيرة منها حيث التهمت النيران عام 2016 أكثر من ثمانين محلاً في سوق العصرونية قرب مقام السيدة رقية.

وفي شهر كانون الأول عام من نفس العام، شب حريق في سوق الحميدية بدمشق القديمة تسبب باحتراق عدد من المحلات التجارية المتخصصة في بيع الملابس والقماش بشكل كامل، بينما تراوحت الأضرار في المحلات الأخرى بين المتوسطة والبسيطة.

وفي شهر نيسان عام 2017، نشب حريق ضخم في سوق العصرونية، والتهمت النيران سبعين محلّاً بشكل كامل وثلاثين أخرى بشكل جزئي.

كما نشب حريق في شهر أيلول من العام نفسه في الهال القديم، وسوق المناخلية المتاخم لسوق الحميدية، وكانت أضراره خفيفة.

وفي العام 2020، اندلع حريق بسوق البزورية الشهير بالحميدية، وتسبب بأضرار بالغة في السوق التاريخي الذي يمتد من منطقة الدقاقين والشاغور وصولاً إلى الجامع الأموي.

ووجّهت آنذاك اتهامات دون أدلة، لميليشيات إيرانية تقوم بافتعال الحرائق في المنطقة لإجبار أصحابها على بيع محالّهم وعقاراتهم، ولكن الإعلام الرسمي أعلن حينها أن كل الحرائق نتجت عن ماس كهربائي.