لكل السوريين

حمام النحاسين من أقدم حمامات حلب

حلب/ خالد الحسين

تشتهر مدينة حلب الشهباء بأسواقها وخاناتها القديمة وقلعتها الشماء وأبوابها التاريخية وحماماتها العريقة ومن أحد أهم هذه الحمامات حمام النحاسين.

في مدينة حلب القديمة ترتسم لوحة جميلة تجمع بين الماضي والحاضر، وتأخذنا في رحلة إلى عالم من الجمال والتراث الثقافي، حيث يتميز “حمام النحاسين” بأناقته الفريدة وتاريخه الغني الذي يعكس الحضارات القديمة والثقافات المتنوعة التي عاشت في تلك المنطقة، وكان مكاناً محورياً للمجتمعات القديمة للاستمتاع بالاسترخاء والاستحمام.

يعد حمام النحاسين معلماً تاريخياً يقع في قلب مدينة حلب القديمة، وهو أحد أقدم المعالم التاريخية في المنطقة و يُعتبر هذا الحمام شاهداً على مرور العديد من الحضارات والشعوب المتعاقبة عبر العصور، تم بناء حمام النحاسين في العصور القديمة وتحديداً يرجع عهده إلى القرن الحادي عشر ميلادي، وتم بناؤه في عهد عائشة بنت صلاح الدين الأيوبي، ومنذ ذلك الحين أصبح واحداً من المعالم الثقافية المتميزة في مدينة حلب.

تعود أهمية حمام النحاسين في حلب إلى تاريخه العريق، حيث يُعتبر أحد أقدم الحمامات في المنطقة، إذ يتميز حمام النحاسين بتصميمه الهندسي الرائع وأعمال النقش الفنية على جدرانه، ويتميز الحمام بمساحته الواسعة ومجموعة من الخدمات المتاحة للزوار، بما في ذلك حمامات البخار والتدليك والاسترخاء.

سجل حمام النحاسين في حلب كجزء من التراث العالمي لليونسكو عام 1986، مما يعكس تاريخه العريق وأهميته الثقافية والتاريخية. يُعتبر حمام النحاسين ذا أهمية عريقة بوجوده في قلب المدينة القديمة حلب التاريخية، ويعد واحدًا من أهم معالم السياحة الثقافية في المنطقة.

إن حمام النحاسين في حلب يعتبر أحد المعالم الثقافية الفريدة التي تستحق الزيارة، يتميز الحمام بتصميمه العربي التقليدي الجميل، حيث يتم اعتباره حجر الزاوية في العمارة الإسلامية بحلب، بالإضافة إلى جمالياته المعمارية، يقدم حمام النحاسين تجربة حمام ممتازة، حيث يمكن للزائرين الاستمتاع بالاسترخاء والاستراحة في أجواء هادئة ومريحة و يمكن للزوار الاستمتاع بالعديد من الخدمات المقدمة في الحمام، مثل حمامات البخار، والتدليك، والجلسات التقليدية للراحة والاسترخاء، إضافة إلى أن الحمام يتكون من عدة أجنحة تتوزع حول فناء مركزي، وتزيد القبب والأقواس المحيطة بالمبنى من روعة الهندسة المعمارية، ويتميز داخله بتفاصيل نحاسية فريدة تضفي عليه جمالاً استثنائياً.

أحد زوار الحمام أكد أن الحمام من أقدم حمامات مدينة حلب ويعود بناؤه إلى 950 عاماً والذي شيد على يد عائشة بنت صلاح الدين الأيوبي، مبيناً أن الحمام فريد من نوعه في العالم العربي والإسلامي، فهو يحتوي على حمامين اثنين: حمام الست والنحاسين.

ونوه مالك الحمام إلى أنه تم اكتشاف حمام الست في عام 2001 بعد أن كان مغلقاً، حيث توافد خبراء الآثار والمدينة القديمة وتم الحصول على التراخيص الرسمية لإعادة هيكلته وضمه لحمام النحاسين، إذ كان حمام الست مدفون لأكثر من 500 عام وفي بداية الأمر سمي السوق المجاور بسوق الحمام وذلك تبعاً لشهرة الحمام وضخامته، ففي الأيام القديمة آنذاك كانت الأسر الحلبية ترتاد الحمام لعدم وجود حمامات في منازلها، ومقسمة إلى أقسام مشهورة لارتياد الحمام الشعبي، منها البراني والوسطاني والجواني، ولكل قسم مهمة خاصة فيه.

ويؤكد أن المساحة الإجمالية للحمام تتراوح بين 900-1000متر، فقد شيد الحمام من قبل الخبراء مع دراسة مهمة في الهندسة العربية وتأمينه ضد الزلازل كون مدينة حلب تقع على خط الزلازل، منها الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة حلب عام 1822 ولم يتأثر به الحمام وبقي مشيداً، نتيجة أن الحجر مرتبط ببعضه البعض الأمر الذي يوفر الدعم الجيد ضد الهزات والزلازل، كونها تقع تحت الأرض بما يقارب 3 أمتار بما يوفر لها الحفاظ على درجات حرارة معينة والبرودة أيضاً في فصلي الصيف والشتاء، وبات معلماً أثرياً للسكان المحليين وللسياح.

و يتميز حمام النحاسين في حلب بتصميمه الرائع والفني و يتكون الحمام من العديد من الغرف الفسيحة التي تحتوي على أحواض للسباحة ومناطق للاسترخاء والتدليك، حيث تم تصميم الحمام بعناية ليوفر تجربة استرخاء للزوار، ويتميز بنقوش النحاس الرائعة والمعقدة على الجدران والسقف، ويعكس حمام النحاسين في حلب التراث الثقافي والفني للمنطقة، ويعتبر نموذجاً فريداً من نوعه للعمارة التقليدية في حلب.

ولا بد من الإشارة إلى أن مزيج التاريخ والثقافة والفن يجعل زيارة الحمام تجربة ثقافية ممتعة، حيث يتميز تصميم حمام النحاسين بجماليته وأناقته، ويحتوي على بنية معمارية فريدة من نوعها مع أعمدة رخامية وأقواس مذهلة، إضافة إلى تميزه بتفاصيله الدقيقة والمتقنة، والتي تؤكد الفن المعماري الرائع في العصور.

تعتبر العناصر المعمارية والتفاصيل الهندسية في حمام النحاسين مدهشة ومدهشة، يحتوي الحمام على أسقف مزخرفة بالفسيفساء وجدران مزينة بالزخارف النباتية والهندسية، ويتميز الحمام بوجود مداخل رائعة وممرات ضيقة تضفي جواً ساحراً وروحاً تاريخية على المكان.

صمم حمام النحاسين بحرفية عالية ويعكس قدرة الحرفيين والمعماريين في العصور القديمة. يعتبر الحمام شاهدًا على التراث الثقافي والتقني في حلب ويستحق بالتأكيد زيارة كل من يهتم بالتاريخ والثقافة.

و يذكر أن مدينة حلب كانت تمتلك 172 حماماً الأمر الذي صنفها من أغنى المدن في الحمامات التراثية والأثرية، وقد دمر ما يقارب 100 حمام جراء الزلزال الذي أصاب المدينة عام 1822.