لكل السوريين

تراجع موسم الزيتون في مصياف ينعكس على أجور العاملين في قطافه

حمص/ بسام الحمد

يتمهل أصحاب أشجار الزيتون في مصياف وريف حمص الغربي في القطاف لعل الثمار تتحسن في الأيام القادمة بفعل برودة الجو والمطر الذي هطل في الأيام القلية الماضية. إذ يتخوف المزارعون من ضعف الإنتاج هذا العام، بسبب موجات الحر الشديدة التي ضربت سوريا في فصل الصيف، ما أثر سلبًا على المزروعات بشكل عام.

ويشهد موسم الزيتون في مصياف انخفاضًا كبيرًا في الإنتاج خلال الأعوام السابقة، تسبب بأضرار مالية كبيرة لحقت بالمزارعين، وانعكس بشكل سلبي على المواطنين الذين انخفضت قدرتهم على شراء الزيتون ومنتجاته بسبب ارتفاع الأسعار.

ويشتكي المزارعون من ارتفاع تكاليف العناية بالأشجار، مع ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف النقل والتقليم والتسميد، وصعوبة تأمين المبيدات اللازمة وصعوبة تصدير الإنتاج.

لا تتوقف صعوبات المزارعين عند حد العناية بالأشجار، إذ أن تكلفة العمالة مرتفعة في موسم القطاف، وإن كانت الأجور قليلة جدًا بالنسبة للعمال ولا تكفيهم قوت يومهم، ولكن بالمقابل ترهق المزارع، إذ تبلغ أجرة قطاف عشرة دونمات مزروعة بالزيتون أكثر من 200 دولار أمريكي وسطيًا.

يؤمن موسم قطاف الزيتون العشرات من فرص العمل الجيدة لعمال المياومة بجني الزيتون الذي يستمر لشهرين أو أكثر في مواسم عدة، بينما ينخفض لشهر تقريبًا إذا كان الإنتاج شحيحًا.

ويطالب عمال المياومة رفع الأجور التي لا تسد الرمق، ويساعد الموسم العاملون فيه  على تأمين دخل بسيط لا يكفيه لشراء مؤونة البيت من الزيتون والزيت، إذ أن العمل بأجور قليلة أفضل من الجلوس في البيت بدون عمل.

وتبلغ أجور عمال القطاف “اليومية” تصل  بين ٢ و٣ آلاف في الساعة، أي انا العامل لا يجني أكثر من ١٥ الف ليرة عن ٥ ساعات من العمل الشاق، يرى البعض أن أجور عمال اليومية قليلة جدًا مقارنة بارتفاع الأسعار.

وترتبط مدة العمل بقطاف ثمار الزيتون مع وفرة الإنتاج، فكلما زاد الإنتاج ازدادت مدة العمل المتوقعة، وفي حال شح الثمار تنخفض مدة العمل، حيث أن مدة العمل بقطاف الزيتون الموسم الفائت لم تتجاوز شهرًا واحدًا بسبب قلة حمول الأشجار.

يستغل بعض المواطنين مواسم جني الثمار لتحقيق دخل من النقل والوساطة بين المزارعين وعمال اليومية والتجار. حيث يتعامل بعض الأشخاص مع عدد من العمال والعاملات الذين يستغلون مواسم جني الثمار لكسب رزقهم.

ويتعاقد مع المزارعين على عدد العاملين المطلوبين لجني الثمار مقابلة أجرة معينة لكل عامل. يتكفل الوسيط (الشاووش) تجاه العمال بنقلهم من بيوتهم إلى مكان العمل، وتحصيل الأجور في نهاية العمل، بينما يتكفل تجاه المزارع بجدية عمل العمال وسرعتهم في العمل وجودة جني الثمار وسلامته وسلامة الأشجار من تكسير الأغصان.