لكل السوريين

أعباء المصاريف والنقل وشراء الكتب والمحاضرات ترهق طلاب جامعة تشرين

اللاذقية/ سلاف العلي

طالب الجامعة في جامعة تشرين باللاذقية، ترهق كاهله أعباء مصاريف الكتب والمحاضرات ومصاريف التنقل، مضافة على ما يلزم الطالب من تسجيل ودفاتر وأقلام علاوة على اللباس والأكل والشرب.

الطالب الجامعي يزن وهو سنة رابعة هندسة معلوماتية أخبرنا: عندما ندخل إلى الجامعات وأهلنا من أصحاب الدخل المحدود يتعوذ أهالينا من المصيبة التي وقعت على رأسهم، ويتمنون لو ما دخلنا الجامعة، وبالحياة الجامعة لانعرف كيف تبرز لنا المصاريف، فالطلب يحتاج إلى الكتب وتصوير المحاضرات وأقلام ودفاتر وتصوير أوراق ، بحيث تبدو هنالك تواطؤ مريب بين دكاترة الجامعة والمكتبات ، كان الدكاترة حالفين معظم بأنهم سيشغلون أصحاب المكتبات، أو هم شركاء معهم، وهنالك ازدحام على المكتبات، وهم يعرفون كل شيء بالمحاضرات واقسامها وبالنتائج وحتى بأسئلة الامتحان ويرشدوننا إلى ما هو مهم بالامتحان، ويؤمنون لنا نسخ مستعملة من الكتب وبأسعارهم، عدا عن حاجيات الطالب من جهاز كمبيوتر ومن موبايل وآلة حاسبة إذا لزم الأمر ومساطر وعلب هندسة لبعض الكليات التي تحتاج إلى ذلك والتي أصبحت أسعارها غالية جداً، وإذا لم يتوفر عند الأهل هذه المبالغ ، يلجؤون معنا إلى الأجهزة والأدوات المستعملة وحتى لو كانت بالتقسيط وبأسعار غالية ، وكل ذلك عدا عن الألبسة والتي يقنن بها الأهالي قدر الإمكان والاعتماد على الألبسة التي في البالة أو المستعملة ، وكان قسم كبير من طلاب الجامعة يعيشون في سوق بالة للألبسة والأجهزة والأدوات الجامعية وحتى الطعام من السوق نفسه، لكن ليس لدى الأهالي سوى الشكوى لله وتحمل المصيبة ونحن معهم واعدينهم بتعويض كل خساراتهم علينا.

الطالبة الجامعية مريم في كلية إدارة الأعمال والتسويق، وصفت مدى معاناة الطلاب في تأمين مصاريفهم الشخصية والجامعية، وهي عملت في الصيف بأحد محال الملابس في اللاذقية، لمساعدة والدها مريض القلب والمعيل الوحيد للعائلة، تسرد مريم يومها الجامعي ابتداءً من المواصلات، وتحسب التكلفة اليومية ذهاباً وإياباً من منزلها بريف اللاذقية إلى  الجامعة وبالعكس، وتعادل 4000 ليرة سورية، في حال لم أتناول شيئا في المنزل قبل الخروج من البيت، ورغبت بتناول فطيرة ما، فإن سعر الفطيرة الواحدة يبلغ 3000 ليرة، وتتابع لو أردت تناول فنجان قهوة سأدفع 4000 ليرة، مشيرة إلى أن الأسعار ربما تكون فوق قدرة البعض، ويعود ذلك للأوضاع المادية المتفاوتة بين الطلاب، وإن كان الغالبية من محدودي الدخل، رغم أن جامعة تشرين أصدرت لائحة أسعار جديدة لعدد من المواد الأساسية المتوفرة في مقاصف الحرم الجامعي، في  1 من تشرين الثاني، وأصبحت الأسعار متقاربة لكن بزيادة 500 الى 1000ليرة على كل مادة، ورغم أن هذه الأسعار لا تشتري علكة، بحسب قولها، لكن تراكم هذه المبالغ  قد يشكل فرقا بنسبة الأرباح لمالك المقصف.

الطالبة زبيدة في كلية الهندسة المعلوماتية سنة رابعة قالت: تتقاسم مع إحدى صديقاتها تكلفة باقة إنترنت، لتوفير المصاريف إذ إن الطالب الذي لا يحمل في هاتفه المحمول باقة إنترنت، منقطع عن العالم الخارجي حتى عودته إلى المنزل، إذ لا تتوفر شبكة إنترنت مفتوحة للطلبة في الجامعة، ويبلغ سعر باقة الإنترنت 2جيغا للأجهزة الخلوية المحمولة 67 ألفا و400 ليرة، بعد أن كانت ريم تشتريها بـ 30 ألف ليرة، الأمر الذي دفعها لاستبعاد الإنترنت من قائمة مشترياتها الشهرية حتى إشعار آخر، ورفعت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد التعرفة الأساسية لخدمات الاتصالات الخلوية 25 و35% على ، و30% زيادة على تعرفة خدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت ابتداء من مطلع تشرين الثاني الحالي.

الطلبة ياسمين سنة رابعة في كلية الآداب أدب عربي قالت: تبدأ المكتبات ببيع المحاضرات الدراسية مع بداية الدروس الجامعية، إذ يكتب طالب في الدفعة باتفاق مع المكتبة المحاضرات، وتتولى المكتبة أمر طباعتها، وحسب اللائحة التي حددتها جامعة تشرين، يبلغ سعر طباعة الورقة الواحدة 150 ليرة للوجه الواحد، و 250 ليرة للطباعة على الوجهين، إلا أن الأسعار الحقيقية في المكاتب تتراوح بين 600 و 700 ليرة للورقة الواحدة، وفي حال انقطاع التيار الكهربائي الدائم الحصول ، يصل سعر طباعة الورقة إلى ألف ليرة، وذلك لانتقال المكتبة للعمل باستخدام المولدة الكهربائية، ويبلغ سعر المحاضرة الواحدة 18 ألف ليرة، فإن تكلفة المحاضرات في الفصل الأول ستبلغ 126 ألف ليرة، اما بالنسبة للكتب الجامعية، يعتمد الطلاب على شراء الكتب المستعملة من طلاب الدفعات السابقة بنصف سعر الكتب الجديدة تقريبا، وحصلت ياسمين على نسخة مستعملة من كتب الفصل الأول، وهي سبعة كتب، بمبلغ 80 ألف ليرة، في حين أن سعرها جديدة 126 ألف ليرة، ويعتبر فرع الادب العربي من الكليات النظرية التي لا تتطلب أدوات خارجية غير المحاضرات والكتب، أما في حال الكليات العملية ككلية العمارة، يختلف مصروف الطالب تماما، ويضاف إليه تكلفة الأقلام والأوراق والكرتون، وسائر الأدوات التي يحتاجها الطالب في عمله، وبحساب بسيط لما يدفعه الطالب، يحتاج الطالب الجامعي في جامعة تشرين شهريا حوالي 100 ألف ليرة للمواصلات، ويختلف باختلاف مكان الإقامة والكلية، ومثلها أو ضعفها للمحاضرات والمصاريف الشخصية التي تنقص وتزيد أيضا بحسب كل طالب.