لكل السوريين

عملية الكرامة الاستشهادية.. انتقام لقتلى فلسطين وصفعة لحكومة نتنياهو

في عملية هي الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول الماضي، وتصاعد الاعتداءات في الضفة المحتلة، نفّذ مواطن أردني عملية استشهادية قتل خلالها ثلاثة إسرائيليين قرب جسر اللنبي، المعروف بمعبر الكرامة بين الأردن والضفة الغربية المحتلة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل منفذ العملية، واحتجز العاملين العرب في المعبر للتحقيق معهم،

وأكدت إذاعته اعتقال سائقين كانوا في المعبر وقت الهجوم للاشتباه في علاقتهم بالحادث.

وأظهر مقطع فيديو الجنود الإسرائيليين يحتجزون عمال وسائقي الشاحنات في موقع العملية على معبر الكرامة.

وأغلقت السلطات الإسرائيلية المعابر البرية مع الأردن، ومعابر مدينة أريحا، وهي المحطة الثانية للمسافرين بعد دخولهم من المعبر، ونصبت مجموعة من الحواجز فيها.

كما أغلقت مديرية الأمن العام في الأردن الجسر أمام حركة السفر إثر إغلاقه من الجانب الآخر ودعت مستخدمي الجسر إلى متابعة التغيرات في حركة السفر.

ردود فعل في إسرائيل

اكتسبت العملية الاستشهادية أهمية خاصة نظراً لأهمية المعبر كموقع تتداخل فيه المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية بالنسبة للأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل.

حيث يقع المعبر تحت السيادة الأردنية من الجهة الشرقية، في حين تتحكم إسرائيل بالجانب الغربي منه، ويعتبر شرياناً حيوياً للتجارة الفلسطينية مع الأردن والدول الأخرى، حيث تمر من خلاله معظم البضائع المصدرة والمستوردة للضفة الغربية.

وتعليقاً على هذه العملية، وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم وقوعها “باليوم الصعب”، وقال “نحن محاطون بأيديولوجية قاتلة يقودها محور الشر الإيراني”.

وبدوره قال رئيس المجلس الإقليمي لغور الأردن “إن عملية معبر اللنبي ليست حادثاً بسيطاً، ولها تداعيات قاسية”، ودعا إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على المنطقة.

وأضاف “نحن ندرس عملية إطلاق النار حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث مرة أخرى”.

وأشار إلى أن “القطاع الأردني محور اهتمام القيادة الأمنية الإسرائيلية، ومن المفترض أن يكون معبر اللنبي معبراً سلمياً، ولكننا عرفنا أيضاً بهذا النوع من الهجمات في الماضي”.

وأخرى في الأردن

مع أن الأردن شدد في جميع بياناته الرسمية على أن حادثة إطلاق النار “حادثة فردية”، إلّا أن الحراك الشعبي الذي شهدته العاصمة الأردنية أظهر التبني الشعبي للعملية الاستشهادية.

حيث دعت أحزاب يسارية وإسلامية أردنية إلى التظاهر، ولبى دعوتها مئات الأردنيين في ظل إجراءات أمنية مشددة شهدتها منطقة وسط العاصمة عمّان.

وهتف المتظاهرون باسم منفذ العملية ماهر الجازي، وباسم مدينته معان، وحملوا لافتات تؤيد العملية والفلسطينيين، ولافتات أخرى ضد إسرائيل بعضها باللغة العبرية.

وحملوا العلمين الأردني والفلسطيني، وسط مظاهر احتفالية وتوزيع الحلوى وإطلاق الألعاب النارية، وخرجت “زفة رمزية” احتفالاً بالشهيد الجازي الذي انتقم لمقتل ألاف الفلسطينيين في الحرب على غزة، واختتمت التظاهرة بأداء صلاة الغائب عن روحه.

وفي الضفة الغربية المحتلة رصدت بعض مظاهر الاحتفال بالعملية في بعض المدن الفلسطينية.

وقال مغردون فلسطينيون “إن الضفة الغربية جزء من العمق الاستراتيجي الأردني، وهو ما يجعل الأردنيين يقومون بعمليات فدائية”.

واعتبر ناشطون من غزة أن العملية “رد فعل طبيعي على مجازر إسرائيل بحق الغزيين”.

صفعة لحكومة نتنياهو

اعتبر خبراء عسكريون أن عملية الكرامة عكست فشلاً أمنياً جديداً لقوات الاحتلال، وشكّلت صفعة لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة وسياستها في المنطقة، واعتبر بعضهم أن العملية نتاج “إرهاب الاحتلال الذي يؤجج المشهد ويشجع على التصعيد الدائم”.

ولم يستبعدوا وقوع عمليات مشابهة في ظل ما تقوم به قوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى، والانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون، بما يمثل دافعاً قوياً لتنفيذ مثل هذه العمليات.

كما اعتبر متابعون للشأن الفلسطيني أن إسرائيل زرعت بذور الحقد والغضب والكراهية لدى الشعوب العربية والإسلامية، وهي الآن تجني ثمار ما زرعت.

وحسب المحلل السياسي الفلسطيني بلال الشوبكي، يفاجأ الاحتلال بخروج أشكال جديدة من المقاومة من مواقع أخرى، خلال مساعيه لوأد المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة.

ويرى الشوبكي أن هذه الحادثة قد تزيد من حدة الخلافات بين السياسيين والعسكريين في إسرائيل.

يذكر أن المنطقة شهدت عدة عمليات استهدفت القوات الإسرائيلية، وكان آخرها في شهر نيسان الماضي حيث ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن مسلحاً جاء من الأراضي الأردنية، وأطلق النار على دورية تابعة للجيش دون وقوع إصابات.