لكل السوريين

التقصير في التعليم بالمدارس الحكومية يزيد من مصاريف أهالي طرطوس

طرطوس/ ا ـ ن 

تزيد الدروس الخصوصية من حجم الصعوبات التي يعانيها أهالي طرطوس، فالمبالغ التي يصرفها الأهالي على أبنائهم الطلبة باتت مصاريف إضافية لا مفر منها في هذه الظروف المعيشية الخانقة التي تشهدها عموم المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة السورية.

وتعد محافظة طرطوس إحدى أكثر المحافظات السورية التي يعتمد طلابها على الدروس الخصوصية التي يرونها أنها هي السبيل الرئيسي لنجاح الطلاب بعد أن كان الاعتماد بالمناصفة على التعليم في المدارس الحكومية.

ويتواجد في المحافظة عدد كبير من المعاهد الخاصة على الرغم من تواجد المدارس الحكومية، إلا أن الطلبة لم يعودوا يعتمدون على الأخيرة إلا من ناحية التأهيل للدراسة في القسم العام، والابتعاد عن القسم الحر حسب التسمية.

أم علاء، مدرسة في إحدى مدارس محافظة طرطوس، تقول “نحن نعلم أن الطلبة باتوا يعتمدون على المعاهد الخاصة، والتعليم تراجع بشكل كبير في المدارس الحكومية، حتى المعلمين أصبح ارتيادهم للمدارس الحكومية شكليا للاستمرار في الحصول على الراتب الضئيل”.

وتضيف “هذا أمر باهظ على أهالي الطلبة، هنالك عوائل فقيرة لا تستطيع تأمين أدنى مقومات المعيشة، فكيف لها أن تستمر بإعطاء رواتب لمعلمي المعاهد لمدة عام كامل، هذا في حال كان في العائلة طالب واحد يخوض المرحلة الدراسية لإحدى الشهادتين”.

خالد، اسم مستعار لشاب يتحضر لخوض الامتحانات النهائية للشهادة الثانوية، قال “أنا أعلم أن وضع أهلي صعب جدا، لكنني مجبور، التعليم في المدارس الحكومية لا يساعدنا على خوض امتحانات نصفية، فكيف بمنهاج ثانوي معتمد، فسابقا أخي خاض امتحانات الثانوية في العام 2011، ولم نكن نحتاج لمثل هذه المصاريف”.

وانتقد الشاب البالغ من العمر 18 عاما التقصير المتعمد من قبل موجهي المدارس والمجمعات ووزارة التربية حتى، رائيا أن الكل شريك في هذه الجريمة التي أثقلت كاهل أهالي الطلبة.

واضطر كثير من الطلاب لتقديم الامتحانات دون خوض دورات تأهيلية في المعاهد، مما أدى إلى تراجع نسبة النجاح في المحافظة، ويعود ذلك للأجور المرتفعة التي يتقاضاه الأستاذة في المعاهد، حيث يبلغ معدل راتب المعلم في المعهد وسطيا بـ 150 ألف ليرة، هذا إن كان من أصحاب الشهرة المتوسطة.