لكل السوريين

أزمةُ النقل في حمص.. معاناةٌ يومية لا تنتهي

حمص/ نور الحسين

فوضى الأسعار… تلك العبارة التي أصبحت السمة الأساسية ليوميات المواطن التي يعيشها تحت رحمة التجار وأصحاب النفوس الجشعة.

فلم تعد الفوضى التسعيرية تقف على كل ما يتعلق بمعيشة المواطن، بل تعدى الأمر إلى تعرفة النقل، إذ كل سائق أصبح يسعر على كيفه، ويغني على ليلاه، ليبقى وحده السوريّ غير قادر على أن يغنى لا على ليلاه ولا على نهاره.

فالأسعار تختلف بين ساعة وأخرى وكل شيء يرتفع دون استثناء، ودون أي مقدمات ودون أن نعلم السبب، لكن اليوم تخطى الأمر ليصل إلى تعرفة السرافيس، مع العلم أنه لم يطرأ أي ارتفاع على أسعار المحروقات.

إذ اشتكى عدد من المواطنين في مدينة حمص من ارتفاع أجور السرافيس من دون سابق إنذار.

“نادر” موظف، يقول: “تعرفة باصات النقل الداخلي حددت بـ ٧٥ ل.س لكن أصحاب الباصات لا يقبلون سوى ١٠٠ ليرة، ويقولون من يريد أن يشتكي فليشتكي ومن لا تعجبه الأجرة فليجد وسيلة أخرى.”

بدوره أشار “سالم” طالب في جامعة البعث وهو من طرطوس، أن أصحاب سرافيس النقل المتوجهة إلى طرطوس يقومون بمضاعفة أجرة النقل من حمص إلى طرطوس يوم الخميس لتصل إلى 1000 ليرة سورية بحجة عدم وجود عدد كاف من السرافيس، ويضطر الراكب لدفع المبلغ تحت ضغط عدم قدرته على إيجاد حل بديل.

يضيف “ضياء” من سكان حي الإنشاءات، أن معظم سكان الحي سيما طلاب الجامعة والموظفين ينتظرون لأكثر من ساعة يومياً للحصول على وسيلة نقل تقلهم نحو أعمالهم، وبالتالي فإن الانتظار طويلا ً هو السمة الغالبة.

وتبادر “نهال” طالبة جامعية، بالشكوى كون باصات النقل الداخلي تقوم بحشر أكثر من 100 راكب في الباص على الرغم من أن سعته أقل من ذلك بكثير مما يتسبب بحالات ضيق للركاب وخصوصاً النساء وكبار السن.

بدورهم أدلى السائقون بدلوهم حيث أجمعوا على أن التعرفة التي حددت لهم قديمة، صحيح أنه لم يحدث ارتفاع على أسعار المازوت لكن كل ما يتعلق بالآلية قد ارتفع ولم تأخذ الجهات المعنية هذا الأمر بالحسبان، حيث ارتفعت أجور الإصلاح وارتفعت أسعار قطع التبديل، وآخر تعديل للأجور كان قبل أكثر من ٦ أشهر تقريباً ارتفعت خلالها الأسعار كثيراً.

مشكلة النقل ليست بجديدة في حمص، وهي مرتبطة بتعثر الجهات المعنية التي لم تستطع حلها ولا التخفيف منها، إضافة إلى أن الخسارة الكبرى هي في الوقت الضائع على الطلبة والمواطنين في انتظار الباص أو السرفيس، والكارثة في هذه الظروف وخاصة مع انتشار فايروس كورونا هو الازدحام الدائم على المواقف صباحا ووقت انتهاء الدوام مما يعرض الجميع لخطر الإصابة بالمرض.