تقرير/ بسام الحمد
ماتزال مشكلة توفير الأدوية ترهق السوريين، بسبب ارتفاع أسعارها وعدم توافقها مع الدخل الشهري للمواطنين، بالرغم من هبوط سعر الدولار وإلغاء الضرائب وزوال “الإتاوات” التي كانت تفرضها الحواجز الأمنية التابعة للنظام البائد، بالتزامن مع انقطاع أدوية القلب والضغط والسكر في بعض المناطق.
واشتكى عدد من المرضى ذوي الدخل المحدود من أن استمرار الصيدليات برفع سعر الأدوية في الوقت الحالي غير مبرر، مشيرين إلى أن كانت حجة شركات الأدوية في زمن النظام البائد هي ارتفاع سعر صرف الدولار ودفع الضرائب الباهظة بالإضافة الى دفع الإتاوات للحواجز الأمنية التابعة معظمها للفرقة الرابعة وهذه العوائق جميعها اندثرت بعد سقوط النظام، متسائلين عن سبب عدم خفض أسعار الأدوية.
ويقول أحد مرضى السكري: “صرنا نخاف الدخول إلى الصيدلية بسبب أسعار الأدوية”، مشيراً إلى أنه مريض ضغط وسكري ويحتاج إلى علبتي دواء شهرياً ويتراوح سعر العلبة الواحدة ما بين 40 و50 ألف ليرة سورية، ولكن منذ أشهر فقدت أصناف الأنسولين في مستوصفات ريف دمشق ولم يبق إلا نوع واحد “ميكس “من شركة آسيا ذو فعالية سيئة، إذ أن مريض السكري لا يستطيع العيش من دون عبوة الأنسولين وانقطاعها عنه قد يتسبب بمضاعفات صحية تنتهي بموته.
في الوقت ذاته لم تخفض شركات الأدوية الأسعار حتى الآن من دون سبب واضح، حيث أن أدوية القلب والضغط مقطوعة وفي بعض الأحيان يضطر صيادلة لشرائها بالثمن الغالي وبيعها أيضاً بذات السعر مع ربح قليل نظراً لظروف المرضى، إذ أن سعر الأدوية مرهق لجيوب السوريون ذوي الدخل المحدود.
أما بالنسبة لمرضى الغدة والسكري فهم الأكثر ظلماً بالنسبة لموضوع شراء الأدوية فعلبة دواء الغدة الواحدة تفوق 80 ألف ليرة سورية أي ما يقارب نصف الراتب الشهري للموظف، وأما بالنسبة لمرضى السكري فهم يعانون من الحصول على عبوات “الأنسولين” بسبب فقدانها من المراكز الصحية الحكومية، وفي الصيدليات لا يوجد إلا “أقلام الأنسولين” الأجنبية باهظة الثمن وكل شركة تقوم بوضع سعر مختلف عن الشركة الأخرى ولا تتناسب مع ذوي الدخل المحدود إذ يصل سعر القلم الواحد أحيانا ما بين 100 و150 ألف ليرة سورية.
وفقد “الأنسولين” الموزع في المراكز من فترة ولا يوجد إلا صنف واحد “ميكس” وهو ذو فعالية سيئة جدا لا تفي بالعلاج اللازم للمرضى، لذلك أصبح غالبية المرضى يبيعون عبواتهم المجانية بمبلغ 26 ألف ليرة سورية أو يستبدلونها بدواء آخر، إذ أن عدم تأمين “الأنسولين” للمرضى هي كارثة كبيرة لأن عدم الانتظام بأخذ الجرعات اليومية قد تودي بحياة المريض.
وأكد الصيادلة أن الأدوية معظمها متوفر في الصيدليات ولكن المشكلة بعدم قدرة المواطنين على الشراء، إذ يدخل كثيرون إلى الصيدليات للاستفسار عن أسعار الأدوية ويغادرون من دون شراء، أو يكتفون بشراء ظرف واحد من العلبة بدلاً من العلبة كاملة، حيث أن ظرف السيتامول الذي كان الصيدلي يعطيه مجانا أصبح سعره 5000 ليرة سورية.
وكان وزير الصحة “ماهر الشرع” قد ذكر في تصريح إعلامي سابق له أنه “لدينا أكثر من 100 معمل أدوية في سوريا ولدينا عشوائية في التصنيع الدوائي، مضيفاً أنه سيكون هناك سللاً دوائية تفرضها وزارة الصحة على المعامل لتصنيعها حسب حاجة السوق كي نتجاوز فكرة فقدان بعض الأدوية من الصيدليات”.
وأكد أن المعامل في سوريا كانت تصنع الأدوية ذات المواد الأولية رخيصة الثمن وعالية الربح ولا تصنِّع حسب حاجة السوق.