تواصل هيئة الزراعة والاقتصاد في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أعمال إعادة تأهيل صوامع هنيدة الواقعة في الريف الشرقي لمقاطعة الطبقة، بتكلفة تقديرية تصل إلى مليون دولار، نظراً لأهميتها الاستراتيجية في تخزين محصول القمح وتخفيف العبء عن المزارعين.
وتُعد صوامع هنيدة من أكبر منشآت تخزين الحبوب في سوريا، حيث تبلغ سعتها التخزينية نحو 130 ألف طن، وتضم 152 خلية، وقد بدأ إنشاؤها في عام 2007 واكتمل في عام 2009، وبدأ تشغيلها رسمياً في موسم 2010.
وخلال سنوات الحرب، تعرضت الصوامع لأضرار كبيرة شملت تدمير مبانٍ خدمية بالكامل مثل مبنى الإدارة والمستودع والورشة المركزية، إلى جانب تضرر مبنى التحكم وخلايا الغربلة والشحن، فضلاً عن تعرضها للنهب والسرقة.
وبحسب إداري صوامع الطبقة، عدنان السكران، فإن الإدارة الذاتية كانت قد اتخذت في عام 2024 قراراً بإعادة تأهيل الصوامع، وتم طرح المشروع كمناقصة رست على شركة “درباس جروب” المتخصصة في بناء الصوامع والمطاحن، حيث انطلقت أعمال التأهيل نهاية العام الماضي.
وأشار السكران إلى الانتهاء من إعادة إنشاء كافة الأبنية المتضررة، بما في ذلك مبنى الكنترول، 14 خلية جديدة، النواقل السفلية والعلوية، الروافع السطلية، وأجزاء من السور الخارجي والبوابات، مؤكداً أن هذه الأعمال ستوفر بيئة تخزينية آمنة تحفظ القمح لمدة تصل إلى سبع سنوات.
وأوضح أن صوامع هنيدة تتمتع بموقع استراتيجي في قلب المنطقة الزراعية بالطبقة، ما يسهل عمليات نقل الحبوب ويخفف الأعباء المادية على المزارعين، مشدداً على أن المشروع سيسهم أيضاً في تقليل تكاليف التخزين البديل، الذي كان يتم في العراء وتسبب في تلف كميات من المحاصيل.
وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة أوسع لتعزيز البنية التحتية الزراعية في شمال وشرق سوريا، وزيادة كفاءة إدارة موسم القمح، باعتباره محصولاً استراتيجياً في المنطقة.