لكل السوريين

“الكشك” الأكلة الأكثر شعبية في الساحل السوري

تقرير/ أـ ن

الكشك أكلة شتوية معروفة في جميع قرى الساحل السوري، حيث تهتم نسائهم بصنعها نظرا لتوفر المواد الأساسية لصناعة الكشك ألا وهي اللبن (الخاثر) الحامض والحنطة (الجريش، وكونها أكلة مفيدة وغنية بالمواد الغذائية التي تمد الجسم بطاقة من الحرارة في الشتاء.

والسيدة ام جعفر البالغة من العمر اثنين وستتين سنة قالت لنا عن طريق تحضيره، تتكون صناعته من مادتين اللبن والحنطة المقشورة والمطحونة البيضاء.

وأضافت: نقوم بخلط اللبن من الحنطة في وعاء بكميات ومقادير مناسبة ومن ثم نقوم بتخميرها مدة يومين حتى تصبح على شكل عجينة، ونضع القليل من الملح ومن ثمة نكورها على شكل دوائر ونقوم بتعريضها للهواء، والشمس حتى يحافظ الكشك على لونه الأبيض ومن بعدها نقوم بربطها بخيط على شكل قلادة وتعليقها في زاوية ساحة المنزل، لكي يتمم عملية التنشيف والتخزين وهذه طريقة تقليدية متوارثة لدى جميع النساء.، نقوم بإعداد الكشك في نهاية موسم الصيف وتخزينه لفصل الشتاء، كونها أكلة شتوية تعطي طاقة حرارية للجسم، وعندما نقوم بطهي الكشك ننقعه قبل ساعات، ومن ثم نقوم بعملية الفرك بين راحت اليدين حتى يصبح الخليط سلسا، ونضعه على النار مع إضافة السمنة البلدي والقليل من حبات اللوبياء المسلوقة على حسب رغبة العائلة.

السيدة ام حايك وهي أيضا ستينية قالت لنا: هناك يوم مخصص لطهي هذه الأكلة الا وهو يوم الجمعة المميز بلمة الأهل والأقارب في بيت الجد، تختلف بين القرى طريقة إعدادها ففي بعض المناطق تضيف الطحين مع اللبن بدل عن الحنطة والبعض يضيفون البرغل إلى اللبن كل هذه المواد من مشتقات القمح الغنية بالبروتين والطاقة المفيدة والمغذية للجسم.

تبقى الأكلات الشعبية القديمة بين أيادي النساء اللواتي يتقنا عملها إلى يومنا هذا، وعلى رغم من غلاء أسعار المواد الغذائية الذي يثقل على كاهل الأهالي بعمل وتخزين عدة أكلات مخصصة لمؤونة الشتاء، إلا أنهم مستمرون بتأمين شيء بسيط متبعي الطريقة التقليدية.

السيدة ام أنطون شرحت لنا: ننقع الكشك لمدة ساعتين في الماء الساخن ثم تقوم بفركه بيديها حتى يصبح ناعما من الممكن وضعه في الخلاط لتزيد نعومته لكن عائلتي تفضل الخشن، ثم نخلطه مع البصل المطبوخ بالزيت واللحمة التي طبعا نستغني عنها حاليا بسبب غلائها الكبير ونترك الخليط حتى يغلي ويعقد، لذلك أعد الكشك حاليا بالطريقة القديمة والتي يتبعها أهالي قريتي في ريف اللاذقية إلى الأن حيث أضيف بعض الملفوف أو النعنع له بدون اللحمة.

السيدة ام جودت اضافت : نحن نمون الكشك سنويا، ولكن هذا العام لم تستطع تأمين مونة بسبب مصاريف فصل الشتاء الكثيرة والتي لا يكفي راتب زوجها التقاعدي إليها، حتى الحمام الذي يعتبر أرخص من الفروج واللحمة لم يعد موجود لذلك نضطر لطبخ الكشك بالطريقة التقليدية بدون لحمة التي وصل سعر الكيلو منها إلى 80 الف ليرة حيث أضيف له البصل والنعنع مع الخبز المقلي.

السيدة ام كاسر فقد شرحت لنا ، طريقة تموين الكشك على الطريقة الخاصة بالساحل السوري نقوم بخلط واحد كيلو غرام من البرغل مع ٢ كيلو من اللبن ونضيف اليهم الملح ،نفرش قسم منهم في جاط يحوي ورق البطم المنظف طبعا ثم نضع ورق بطم كطبقة ثانية ونضع فوقها أيضاً طبقة من خليط البرغل واللبن، وتابعت شرحها : نضع اخيرا طبقة من البطم ونغطي الجاط بقطعة قماش لليوم التالي ،ثم نقوم بتنظيف الكشك من ورق وفروع البطم وفي النهاية نقوم بتقطيعه باليد أو طحنه وتشميسه حتى ينشف ليتم حفظه في أكياس للأيام الباردة، ولا تستطيع ام كاسر طبخ الكشك دون وجود سفن الجاج المقطع رغم غلاء سعره حيث يضيف للكشك نكهة مميزة لا يمكن مقاومتها .

تجدر الأشارة أن للكشك فوائد عديدة، وبطبيعة الحال تزداد في حال إضافة اللحمة أو الفروج له، وهو طبق رئيسي على موائد اهل الساحل في فصل الشتاء البارد.