لكل السوريين

أصحاب بسطات في دمشق.. أعمدة البلدية بديل عن التيار الكهربائي

تقرير/ روزا الأبيض

الأمر أصبح أشبه بالطبيعي وجميع أصحاب الأكشاك والبسطات أصبحوا يعتمدون على هذه الطريقة لتوفير الكهرباء، ولتلبية احتياجاتهم، بهذه الكلمات أجاب أبو سعد، في السؤال كيف تؤمن مستلزماتك من الكهرباء التي تعد شبه معدومة، مؤكداً ان الحل الوحيد للوصول إلى الكهرباء هو السرقة من أشرطة وأعمدة البلدية.

لطالما كانت اشرطة الزينة، التي يقوم اصحاب البسطات والأكشاك بتعليقها؛ ملفتة للنظر، وتقوم بجلب الزبائن، والسؤال الذي تكرر على اذهان الكثيرين، من أين لهم الكهرباء؟ وهل لهم اشرطة خاصة، أم انهم يأخذون الكهرباء من خارج سوريا؟.

يقول أبو سعد جالساً وراء بسطته في احياء دمشق القديمة، انا كغيري قمت بفتح عمود الإنارة المجاور لبسطتي ووصل البسطة بالتيار الكهربائي بشكل مباشر، مشيراً إلى انه قام بسرقة الخط ومعتبراً أن الأمر طبيعي، وفي السؤال عن الدافع حول سرقة الكهرباء، أجاب وما الحل برأيكم، إذا قمت بسحب خط فأن عملي على البسطة لا يكفي لدفع فاتورة الكهرباء.

وتابع، وأن قمت بسحب خط من الشبكة المغذية للبلد، فأين الكهرباء؟.

أبو مازن مد لـ “بسطة الصبارة” خط كهرباء من أحد الأعمدة المغذية لمبنى حكومي قريب، ظن أول الأمر أن المبنى معفى من التقنين فهو عبارة عن صالة تابعة لمؤسسة “السورية للتجارة”، ليتفاجأ أنه ملزم بعيش “التقنين”، أسوة بحال بقية البلاد، ويبدو الأمر معقد التفسير بالنسبة لـ “أبو خالد” الذي يعمل على بسطة بالقرب من “جسر الثورة”، فلم يسبق له أن سأل عن مصدر الكهرباء لـ “بسطته”، ويقول: “البسطة مرخصة، ندفع بدل إشغال للبلدية، لكن لم يسألنا أحد عن مصدر الكهرباء الذي سنعتمده لإنارة البسطة، قمنا بمد خط من عمود الإنارة، وهكذا انتهى الأمر”.

صاحب إحدى البسطات التي تغذى بالكهرباء من خط معفى من التقنين، يضع براداً لبيع المياه المعلبة، ولأنها تباع مجمدة نتيجة التبريد المستمر فقد قرر رفع سعر عبوة المياه الصغيرة إلى 5000 ليرة، والكبيرة إلى 7500 ل.س، معتبراً أنه يقدم خدمة غير متوافرة في دمشق كلها، وحين سؤاله عما إذا كانت أي جهة قد سألته عن مصدر الكهرباء أجاب ببساطة “لا”.

ويشرح الرجل الذي فضل عدم الكشف عن اسمه بالقول: حين حصلت على الموافقة، طلبت من فني كهرباء منزلية أن يمدد لي خط لاستجرار الكهرباء من أحد الأعمدة القريبة من المبنى الحكومي المعفى من التقنين، وبالفعل تم الأمر ليلا، وباتت البسطة (منوّرة)، ولا أعتقد أن أحد سيسأل عن كيفية تغذية البسطات كهربائياً.

من الملاحظات التي تُسجل أن أصحاب البسطات وسيارات بيع القهوة يقفون بجانب عمود إنارة دوماً، ويعتمدون الكهرباء لتشغيل عدة أجهزة مثل براد مياه – آلة صنع القهوة – سخانات مياه – أجهزة إنارة”، ويعتبر أصحاب هذه البسطات أنهم يدفعون ما يترتب عليهم من خلال بدل الإشغال الذي يُسدد للمحافظة حين الحصول على الترخيص، أما البسطات غير المرخصة فيعتبر أن “عمود الإنارة يعمل بكل الأحوال ولا ضير من استخدام الكهرباء الخاصة به”.