نفت مصادر محلية وفعاليات مدنية في محافظة السويداء ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من شائعات زعمت أن مجموعات مسلحة تحاصر الجوامع في المحافظة، مؤكدة أن هذه الادعاءات عارية تماماً عن الصحة.
وأوضحت المصادر أن الفصائل المحلية تنتشر في محيط الجوامع والمراكز الدينية بهدف تأمين حمايتها، ومنع أي اعتداء على المقدسات، خصوصاً بعد الاعتداء الذي طال مقاماً دينياً في قرية الصورة الكبيرة شمال المحافظة، حيث أقدمت عصابات مسلحة على اقتحام القرية وإحراق المقام قبل أيام.
وحذّرت فعاليات المجتمع المدني من خطورة الحملة الإعلامية المضللة التي تشهدها منصات مشبوهة منذ أيام، مشيرة إلى أن الهدف من هذه الشائعات هو إثارة الفتنة الطائفية واستفزاز أبناء الطائفة السنية. كما شددت على أهمية التصدي لهذه الحملة، داعية إلى تحرّي الدقة واستقاء المعلومات من وسائل الإعلام الموثوقة فقط.
وأمس الأحد انتشرت قوات الشرطة المحلية من أبناء محافظة السويداء في قرية الصورة الكبيرة شمال المحافظة، وسط أنباء عن انسحاب عناصر “جهاز الأمن العام” التابع لسلطة دمشق من المنطقة.
ويأتي هذا الانتشار ضمن سياق تنفيذ مخرجات اجتماع موسع عُقد خلال الأيام الماضية، بمشاركة مشايخ عقل الطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري، والشيخ يوسف جربوع، والشيخ حمود الحناوي، إضافة إلى عدد من الأمراء والوجهاء والشخصيات الاجتماعية في المحافظة.
وقد تم التوافق خلال الاجتماع على تفعيل قوى الأمن الداخلي والضابطة العدلية من أبناء السويداء حصراً وبشكل فوري، إلى جانب العمل على تأمين الطريق بين دمشق والسويداء، وتهيئة الظروف لعودة الحياة إلى المناطق المحاصرة، مع التشديد على ضرورة وقف إطلاق النار في مختلف الأراضي السورية.
ويأتي هذا التحرك بالتزامن مع رفض المرجعيات الدينية والاجتماعية في السويداء، لأي دعوات للتقسيم أو الانفصال عن سوريا، مؤكدين على ضرورة عدم تسليم السلاح، ورفض وجود أي قوات غير محلية ضمن أراضي المحافظة.
ويعتبر سكان السويداء هذه الخطوة تصعيداً إيجابياً في جهودهم لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، وحماية أمنها الداخلي عبر كوادرها الذاتية، بعيداً عن التدخلات الخارجية.