لكل السوريين

زيادة عدد النساء العاملات في دمشق، يدخلهن مهن صعبة وغير مألوفة

روزا الابيض/ دمشق

تلجأ النساء في دمشق إلى العمل بمهن حرة غير مألوفة أو صعبة، ولا تحتاج إلى خبرة إنما لجهد كبير وساعات طويلة من العمل، مقابل أجور بالكاد تكفي للاحتياجات المنزلية، حيث دخلن سوق العمل بنسبة كبيرة خلال السنوات الاخيرة، نتيجة لهجرة الشباب أو تجنيدها، أو فقدان المعيل خلال الحرب، بالإضافة للأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية.

تضطر الكثير من النساء إلى العمل في الشوارع وعلى البسطات، ومن يعرف سوق حي الفحامة الدمشقي، وسار بشوارعه، لابد أنه رأى مجموعات من النسوة اللواتي يعملن في بيع ما يقمنَ بزراعته في الأراضي الزراعية القريبة من سكنهن متل الخضار، أو منتجاتهن من البيض البلدي، أو الأجبان والألبان وغيرها من مشتقات الحليب، والمنتجات المنزلية، وتنشط حركتهن مع ساعات الصباح الأولى، حيث تفترش بضاعتهن الأرصفة، وتتنوع البضاعة التي يبيعونها وفقاً للإمكانيات الاقتصادية المتاحة لهن.

فأم أحمد من قرى الغوطة في دمشق، تبيع الألبان والاجبان ومشتقات الحليب الأخرى، حيث تشتري الحليب، وتقوم بالعمل في منزلها، ثم تحمله إلى أرصفة وزوايا حي الفحامة، لبيعه وتأمين مصاريف عائلتها، وعلى بعد خطوات منها، تجلس سيدة أخرى وتعرض منتجاتها من الزيتون والمخللات والمربيات، بالإضافة للفواكه المجففة متل التين والزبيب، وورق العنب.

أم حسين في العقد الخامس من عمرها من سكان حي كفرسوسة، تجلس على الرصيف المقابل وتبيع الخضار الورقية، حيث تقوم بزراعة البستان الذي تملكه بالقرب من منزلها، وبيع ما تزرعه بالشوارع وعلى الأرصفة، بعد أن كانت تزرع قسم منه لعائلتها فقط، كذلك فاطمة 48 عاماً، ولديها طفلين تقوم بزراعة أرض صغيرة قريبة من منزلها، وتربية الدجاج لبيع البيض البلدي، وتبيع فاطمة منتجاتها بسعر اقل من سعر السوق، لتجمع مبلغ مالي يسد احتياجات أولادها وأجرة منزلها.

أم يامن سيدة من الربوة في دمشق، تتواجد يومياً مع حفيدها إما في الحلبوني أو في حي الفحامة، تبيع ما تزرعه أمام منزلها، من خضار ورقية كالبقدونس والجرجير، والنعنع والكزبرة والخس، بالإضافة للبامية والفاصولياء.

أما خولة 38 عاماً ولديها ثلاثة أطفال، تعيش في مساكن برزة، وتعمل صباحاً على بسطة لبيع الخبز أمام أفران ابن العميد، ومساءاً تعمل ك جليسة لسيدة مسنة.

من جهة أخرى لجئن معظم النساء إلى العمل بأعمال يراها الرجال حكراً عليهم، وغير ملائمة للمرأة أو مجهدة وقاسية وتنعكس سلباً على صحتهن، متل قيادة سيارات الأجرة العمومية، أو الدراجات النارية، وتوصيل الطلبات ونقل أكياس الخضار والفواكه في سوق الهال، وزاد عدد الفتيات العاملات في المطاعم والكافيات، لتأمين مصاريف دراستهن، أيضاً انتشرت أعمال أخرى متل تغليف المواد الغذائية تقشير البطاطا وغيرها.

وزادت نسبة النساء العاملات في بيوتهن، متل أعمال التطريز، أو فرم الخضار وتجهيزها وتعبئتها بأكياس للمحال والمطاعم، أو تسويق البضائع الكترونياً.

ووفق موقع أثر برس كشف مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عن نسبة السيدات العاملات، مبيناً أنه مقابل كل رجل هناك 7 نساء في سوق العمل، وتشير جميع المؤشرات والبيانات إلى زيادة واضحة بأعداد العاملات، وأشار تقرير نشرته الأمم المتحدة عام 2021 إلى أن 22% من الأسر تعيلها النساء.