لكل السوريين

نتانياهو يتراجع عن إقالة وزير الدفاع.. ويعلّق دخول اليهود إلى المسجد الأقصى والمراقبون يشككون

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بإعادة الهدوء والأمن إلى إسرائيل بعد التصعيد الكبير الذي شهدته المنطقة.

وقال نتنياهو “أعمل بشكل صارم لمواجهة التهديدات التي تعترض إسرائيل على كل الجبهات”. وزعم في خطابه أن أعداء إسرائيل مخطئون إذا أرادوا استغلال الجدل الداخلي، في إشارة إلى إطلاق الصواريخ من لبنان وقطاع غزة باتجاه إسرائيل.

وأشار إلى أن إسرائيل لا تريد معركة واسعة، ولكنها إذا اضطرت لها فإنها ستواجه أعداءها بكل قوتها، وحمّل الحكومة السابقة مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية.

وأعلن تراجعه عن إقالة وزير الدفاع رغم الخلافات بينهما، بسبب الأزمة الأمنية المتصاعدة، وقال “كانت هناك خلافات صعبة بيننا حول أمور معيّنة، ولكني قرّرت ترك هذه الخلافات وراءنا”.

وأشار إلى أنهما سوّيا خلافهما بشأن دعوة غالانت العلنية لوقف خطة التعديلات القضائية التي طرحتها الحكومة وأثارت انقساماً واسعاً، حيث اعتبر الوزير غالانت أنها تهدد أمن إسرائيل.

وعقّبت المعارضة الإسرائيلية على ذلك بقولها إن نتنياهو فقد السيطرة على الأوضاع الأمنية في البلاد.

ردود الفعل

في ردود الفعل الإسرائيلية على خطاب نتنياهو، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “فقد السيطرة أمام الأمة”، واعتبر أنه يقود أكثر الحكومات فشلاً وتطرفاً في تاريخ البلاد.

وفي تغريدة على حسابه بموقع تويتر، رد لبيد على تصريحات نتنياهو التي حمّل فيها الحكومة السابقة المسؤولية عن تراجع الوضع الأمني في البلاد، بقوله “بدلاً من عقد المؤتمرات الصحفية وإلقاء اللوم على الآخرين في المشاكل التي سببتها أكثر حكومة متطرفة وفاشلة في تاريخ البلاد فقد حان الوقت له ولوزرائه أن يتوقفوا عن التباكي ويتحملوا المسؤولية”.

ومن جهتها، قالت زعيمة حزب العمل ميراف ميخائيلي “إن خطاب نتنياهو مليء بالأكاذيب والتحريض من رجل نجح في دفع إسرائيل نحو الهاوية في ثلاثة أشهر”، ودعته إلى الرحيل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس “إن من يتباكى لا يصلح أن يكون قائداً”.

في حين اعتبر زعيم حزب إسرائيل بيتنا المعارض أفيغدور ليبرمان “أن بيان نتنياهو يثبت أنه شخص غير مؤهل لشغل منصب رئيس الوزراء”.

تأجيل مداهمات الأقصى

في أعقاب اجتماع عقده نتنياهو مع رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لتقييم الأوضاع، قرر العمل بتوصية هذه الأجهزة، ومنع اليهود من دخول باحات المسجد الأقصى خلال الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان كما هو المعتاد في السنوات الماضية.

وقال نتنياهو بعد إجراء المحادثات الأمنية، إن زيارات غير المسلمين لحرم المسجد الأقصى سوف تعلّق حتى نهاية شهر رمضان الجاري.

بينما رفض وزير الأمن الوطني المتشدد إيتمار بن غفير قرار نتنياهو، ووصفه بالاستسلام.

وكان اقتحام الشرطة الإسرائيلية الأخير للمسجد الأقصى، قد أشعل أزمة جديدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.

ورجّح خبراء أن تستمر حكومة نتنياهو بالتصعيد بعد شهر رمضان كما كان قبله.

ولم يستبعد الباحث المختص بشؤون القدس والأقصى الدكتور جمال عمرو، أن تستمر وتيرة الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد، وأشار إلى أن المتطرفين في حكومة نتنياهو يحاولون فرض مشاريعهم بالقوة بعد أن أصبحوا مدعومين بالجيش والاستخبارات.

ومن جهته، رأى سامي أبو شحادة، النائب العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي ورئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، أن قرار نتنياهو بمنع المستوطنين من دخول الحرم القدسي الشريف خلال العشر الأواخر من رمضان يؤكد أن إسرائيل واعية بحساسية ملف المقدسات، ومع ذلك ترتكب جرائمها وتستفز الفلسطينيين.

واعتبر أبو شحادة ان نتنياهو يستعمل ورقة المسجد الأقصى لتصدير أزمته الداخلية للخارج، ويستخدم بن غفير وسموتريتش كأدوات، لإنهاء الملف الفلسطيني.

وأشار إلى أن المشكلة في إسرائيل اليوم تتعلق باتجاه المجتمع والدولة نحو اليمين المتطرف الفاشي، وهي حقيقة لا ينكرونها.

يذكر أن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة تواجه أزمات متتالية منذ تشكيلها، وكانت ردود الفعل على سعيها لتنفيذ ما تسميها “الإصلاحات القضائية” من أكثرها حدة.

وتدهورت أوضاعها الأمنية بسبب اقتحامات الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأٌقصى، والاعتداء على المصلين في شهر رمضان المبارك الجاري.