لكل السوريين

ارتفاع معدلات الامية في ادلب.. واطفال يفضلون العمل على الدراسة

إدلب/ عباس إدلبي

الاوضاع المعيشية الصعبة التي القت بظلالها على السوريين عامة وسكان شمال غرب سوريا خاصة، قد خلفت آثارا سلبية على حياة المجتمع ككل، ومن أهم تلك الاثار السلبية الكارثية هي انخفاض مستوى التعليم وعزوف اعداد كبيرة من الاطفال عن التعليم بسبب سوء اوضاعهم المعيشية وميولهم للعمل بغية مساعدة عوائلهم على تأمين لقمة العيش.

واذا ما أردنا اكثر الغوص في هذا الملف تحديدا فأن ملفات كثيرة سوف تظهر امامنا، إلا اننا سنكتفي بالتطرق لملف الامية وازدياد معدلاتها في تخطت به الامم مراحل متقدمة من التعليم والرقي.

وعلى الرغم من ضخ اموال ومساعدات خاصة بالعملية التعليمية الا ان الاوضاع المعيشية تقف حاجزا امام السير بتلك العملية.

اطفال صغار تركوا مدارسهم والتحقوا بمجالات عدة تعتبر في نظرهم مستقبلا يدر عليهم اموالا تساعد ارباب اسرهم بدلا من الذهاب للمدرسة.

وحول هذا الموضوع التقينا مع السيدة منى م. ت مسؤولة قسم محو الامية في مديرية التربية بإدلب وحدثتنا عن تلك العوامل التي ادت لارتفاع معدل الامية في الشمال الغربي للبلاد قائلة.

ان مديرية التربية في ادلب تعمل جاهدة للحد من ارتفاع معدلات الامية التي وصلت لمراحل خطيرة, حيث صرحت  الادارة الفرعية للأمم المتحدة يونيسف عبر مفوضها  في الشمال الغربي لسوريا ان معدل ارتفاع الامية قد وصل لمراحل محزنة جدا, حيث تخطى حاجز 18 %من نسبة السكان وان هذه النسبة تعتبر معيبة بحق الامم المتحدة والدول المانحة.

من ناحية اخرى قالت السيدة منى ان معظم المتسربين عن المدارس لهم ظروفهم الخاصة, الامر الذي يتطلب تضافر الجهود الدولية والمحلية لمعالجة ذوي الطلاب المتسربين.

وفي نفس السياق فقد تجولنا في المنطقة الصناعية في مدينة ادلب وقد لاحظنا الكم الهائل من الاطفال من هم دون سن العاشرة من عمرهم وهم يعملون بشتى المجالات، حيث استوقفنا مظهر طفل لم يبلغ العاشرة من عمره وقد كان مظهره محزن جدا وعند سؤاله عن سبب تركه للمدرسة وميوله للعمل ك صانع بإحدى محلات صيانة السيارات قال ان والدي معاق واخوتي صغار ونحن مهجرون من بلدة مضايا بريف دمشق وانا اعمل لكي اساعد والدي.

وكثر من صادفناهم والتقينا معهم والتي توافقت اجوبتهم بنفس الاجابة ولنفس الاسباب, الا وهي سوء الاوضاع المعيشية لأسرهم, وان تلك الاعداد من الاطفال الذين تركوا مدارسهم هم اصحاب مستقبل فاشل وينذر بالمزيد من الجهل والتخلف ،الا ان ضيق الاحوال المعيشية والتي يصعب معالجتها في بقعة تعد محاصرة من جميع الاتجاهات.