لكل السوريين

تعقيدات ومحسوبيات ترافق معاملة جواز السفر في هجرة حماة

حماة/ جمانة الخالد 

لم يتمكن محمد من إنهاء معاملة جواز السفر الخاص به، محمد شاب من ريف حماة، ويعمل في إحدى الدول العربية، وأتى لتجديد جواز سفره بعد قرب انتهاء مدته، وأتى الشاب منذ ساعات الصباح الأولى لدائرة الهجرة والجوازات في حماة، واستطاع حجز مكان متقدم نوعاً ما بحسب وصفه.

قال الشاب أنه سجل اسمه في قائمة لتسجيل الأسماء لتنظيم الدخول وكان رقمه ١١، إلا أنه لم يتمكن من الدخول لإنهاء معاملته، أو المباشرة فيها على الرغم من تجهيزه لكامل الأوراق، محمد لم يدخل وقد وصلت الساعة للثانية ظهراً، ليخبروهم عن طريق حرس الباب بانتهاء الدوام.

وأضاف محمد أن هناك الكثير من المراجعين دخلوا أثناء وقوفه في الطابور، ومعهم إما موظفين أو عناصر بصفة أمنية، وعرض الشاب مبلغاً من المال على أحد السماسرة، إلا أنه لم يقبل وطلب مبلغ كبير وقال أنه يستطيع أن يستخرج جواز السفر بعد ساعتين في الحد الأقصى.

وبحسب موظف في الهجرة والجوزات في حماة، يراجع نحو ألف شخص الدائرة يومياً للحصول على جوازات سفر، وبحسب الموظف أن العدد كبير ويفوق طاقة الكادر العامل في الدائرة.

وكشف محمد أن موظفي الهجرة والجوازات يتحججون بانقطاع الشبكة وعلى الرغم من ذلك يتهافت بالدخول عشرات المراجعين، فور خروجهم يباشرون بعد مبلغ مالي للسمسار، والذي يبلغ أكثر من تكلفة معاملة جواز السفر، والذي يتطلب تسديد رسوم وأوراق حوالي ٥٠ألف ليرة سورية.

أما زياد وهو أيضاً شاب من حماة وعلى أبواب التخرج من الجامعة ويحاول استخراج جواز سفر، للاستفادة من التأجيل الدراسي الذي يخوله للبدء بالمعاملة، ويحاول الشباب الاستعجال بمعاملته قبل انقضاء المدة المحددة له لاستخراج جواز السفر، حيث لا تعطى جوازات السفر لمن لديه تأجيل أقل من ستة أشهر، ويبرر الشاب تأخره بتنفيذ المعاملة بسبب المدة التي تمنح له بجواز السفر وهي عامين ونصف فقط لمن لم يتم الخدمة العسكرية، وست سنوات لمن أتمها.

زياد أيضاً فضّل المضي بمعاملته دون اللجوء للسماسرة، لكنه نادم على ذلك بسبب المعاملة السيئة التي لاقها من الموظفين، وقال أنه في كل توقيع عليك أن تدفع أو أن تعود أدراجك لأبسط الأسباب، “وصلت لأحد المكاتب، طلب مني ١٠آلاف وهي كثيرة، أعطيته ألفي ليرة، رفض عرضي وأصر على طلبه، وعند رفضي، قال أن علي مراجعة أحد الفروع الأمنية في طرطوس”.

وبحسب زياد أن تعقيدات معاملة جواز السفر تدفع البعض للتخلي عن إتمامها، حيث تضطر للانتظار من أجل توقيع واحد أن تنتظر لساعة أو ساعتين، لكن الوضع المتفاقم وغياب أي حلول حكومية للأزمات والنقص الحاد لكل مقومات الحياة، يدفعك لتحمل كافة المشاق لتهرب.