لكل السوريين

تفشي التدخين في ثانويات بانياس ما بين حقوق الشباب وصحة شبابنا

طرطوس/ اـ ن

يفتخر الشاب اليافع بحمل السيجارة كرمز للرجولة، وينتشر التدخين بين الطلاب في صفوف التاسع والعاشر والحادي عشر، وبعد وضع الأهالي تحت الامر الواقع يدخن الأولاد امام اهاليهم لكي يستطيعوا انقاذ الشاب ابنهم لكي ينجح بالشهادة الثانوية، ومن المؤكد أن هذا الأمر لا يقتصر على الذكور، إنما الإناث يلجأن إلى التدخين في الأماكن المغلقة كدورات المياه بالمدارس، بات التدخين وازدياده مشكلة كبيرة ووباء يفتك بطلاب المدارس وخاصة الثانوية في مختلف ثانويات بانياس، وعجز معظم الأهالي عن القدرة على المساعدة بتوقيف هذه الظاهرة.

بعض الطلاب الذين كانوا يدخنون خارج أسوار مدرسة من ثانويات بانياس المعروفة، احتكينا بهم وحاولنا الحديث معهم، ورفضوا أي حديث بالبداية، ثم توصلنا الى الحديث مع بعضهم بعد الحاحنا وعدم ذكر أسماءهم ولا تصويرهم.

فقال لنا الطالب غزيز وهذا اسم مستعار وبناء على طلبهم، وهو الطالب في الثانوية العامة: انا أدخن مع رفيقي من دون خوف أن يراه مدير المدرسة أو الموجه، بدأت ممارسة عادة التدخين منذ سنتين وأنا في الصف التاسع، وبالرغم من أنني أعلم أنها عادة سيئة، إلا أن هناك عدة أسباب تجعلني أتمسك به، ومن أهمها أن أبي وأخوتي يدخنون، ولا أحد يعلم أنني أدخن سوى أمي التي تطلب مني باستمرار تركه.

ويقاطعنا الطالب سليمان وهو من نفس الصف، ويقول: أن المشرفة الصحية دائما تقوم بجولات صحية وتعمل على توعيتنا والقاء النصائح والمحاذير الصحية من التدخين وتنصحنا بترك التدخين، لكنني لا أسمع ولا أطبق أي شيء وكل يوم أحتاج إلى باكيت كاملة، فسألناه: كيف تؤمن سعر الباكيت وانت طالب؟

فقال لنا فورا: انه يأخذ المصروف اليومي من امه او ابيه، ويقوم بشراء باكيت الدخان من ذلك. وقلنا له كم تأخذ مصروفك؟ فأجاب انه يأخذ الفين ليرة سورية ويشتري باكيت دخان سوري ألف وثمانمائة، وباقي اليوم اقضيه من هنا وهنالك، فسألناه كيف يعني؟ فلم يجيب، فقلنا له هل تضطر الى السرقة او للشغل لتامين ثمن الدخان؟ وكان السؤال له وللآخرين، طبعا لم يجيبوا اباي جواب الا وطالب واحد أجاب ان يشتغل بعد المدرسة، وهذا ما يوفر له ثمن الدخان ومصروفه اليومي.

وقمنا بالاستفسار عن الموضوع من مدير أجدى الثانويات ببانياس وطلب عدم ذكر اسمه، أوضح لنا وقال: أن مديرية التربية بطرطوس بدأت منذ العام ٢٠١٨ بمبادرة تحت اسم (مدارس خالية من التدخين)، ولا تزال مستمرة حتى الآن، بالتعاون مع مديرية الصحة المدرسية بطرطوس. وتم اجراء مسحا على عينة من الطلاب تراوحت أعمارهم بين ١٣-١٥ عاما، والتي أشارت إلى وجود نسب من التدخين العابر بين طلاب المدارس، املا بإيقاف طلاب مدارس المحافظة المدخنين عن التدخين، ويتم التركيز حاليا على متابعة بعض العيادات الخاصة بالإقلاع عن التدخين.

وتكلمت المشرفة الصحية منيرة بفكرة علمية وقالت: إن التدخين يدخل إلى جسم الإنسان ٤٠٠٠ مادة سامة تسهم في تغيير البناء الوظيفي للجسم فيما تمتد حضانته إلى سنوات طويلة.

وينحصر دور الأهل الذين يعدون الموجه الأساسي في تربية الأبناء، حول إرشادهم وتوجيههم إلى الطرق الصحيحة، والابتعاد عن رفاق السوء وعدم ممارسة عادة التدخين، لأنها تعطل العقل وتوقفه عن التفكير، وقضاء وقت الفراغ بأي شيء مفيد، كقراءة كتاب أو كتابة خواطر أو مراجعة المنهاج أو زيارة الأقارب والأصدقاء.