لكل السوريين

العنب أم قتل الناطور!!

أحمد ألابراهيم

قد لاحظ الجميع وعايش حجم الكارثة الناتجة عن الحرب في أغلبية المدن السورية وخاصة الاحتياجات الخدمية للمدن من مياه وصرف صحي وكهرباء وحاجة القطاع الصحي والتربوي وتأمين المواد الغذائية وتأمين فرص العمل وإعادة الحياة من جديد في جسد متعب ومنهك، بحاجة لكل شيء.

وسنختصر الموضوع بالتحدث عن واقع الشمال الشرق السوري فقط، والجهد الذي تبذله الإدارات، ولابد أن ننصف الإدارات التي كانت تعمل كمسعف لتحسين الواقع المتردي، ولكن هذا العمل الإسعافي جعل منها موقع نقد من المحقين والحاقدين، حيث أن آلية عملها السريعة جعلها تقع في أخطاء عديدة، بسبب غياب التخطيط.

ولكن هنا السؤال، هل نحن نريد العنب، أي نريد الخدمات وبشكل إسعافي لتلبية أغلب احتياجات الأهالي؟، أم نحن نريد التخطيط التكتيكي والاستراتيجي في ظروف لا يمكن فيها التوقع أين يجب التدخل، وبأي وقت يجب أن يكون هذا التدخل.

ولكن بعد عمل مضني، وجهد مبذول بدأنا نلتمس الإدراك الفعلي من قبل الإدارات، بأن العمل دون تخطيط هو عبارة عن خدمة غير مستدامة، وتتطلب إعادة التدخل مرة أخرى بعد فترة وجيزة من العمل.

وكون تم تلبية الأمور الاحتياجات الضرورية، من الواجب على الإدارات القائمة بالعمل بأن تعمل بشكل منظم، وضمن خطط مدروسة.

والكل يعمل بأن حجم الموازنة المرصودة من قبل الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا قرابة 24 مليون دولار كموازنة استثمارية خلال ستة أشهر، وتم اعتماد هذا المبلغ بناءً على الدراسة المقدمة من الإدارات كمشاريع تمت دراستها خلال عام 2019، وهي التي يتوجب على الإدارات تنفيذها خلال عام الـ 2020.

ومن الملحوظ بأن أغلب هذه الإدارات بدأ بالإعلان عن مناقصات لمشاريع عديدة ومتنوعة، ولعل من أهم هذه المشاريع هي مشاريع الصرف الصحي والإنارة، وإعادة تأهيل بعض الحدائق.

ومن الجدير بالذكر بأن بلدية الشعب في الرقة قد حصلت على ميزانية لإعادة تأهيل بعض المنازل المدمرة في المدينة،  فهل هي قادرة على أن تلبي طموح الأهالي؟، وتساعد في عودة الاستقرار الى المدينة؟، وتكون خير عون لأهالينا في ذلك؟.

ولعلها التجربة الأقوى التي تتعرض لها البلدية خلال مسيرة عملها، وكذلك هي الخطوة الأهم، وكلنا عيون مترقبة لنجاح الإدارات في تلبية الخدمات للأهالي الذين عانوا الكثير والكثير من ويلات الحرب.

ومازالت الأوضاع في حالة من اللا استقرار السياسي، وهل سوف يتمكنون من تحقيق الاستقرار الخدمي الذي سوف يجعل في أهالينا القدرة على المتابعة؟، وتحديد أولوياتهم في التقدم والازدهار والاستقرار؟.

وأنت أخي القارئ هل ترى تلبية الخدمات بشكل إسعافي أفضل أم تلبية الخدمات بشكل منظم ومخطط هو الحل الأفضل؟، ولكل من الحلول أخطاؤه في هذه الظروف الاستثنائية التي نعيشها يوما بعد يوم.