لكل السوريين

مخيم “سنا” للأرامل في شمال غرب سوريا يناشد الهيئات الاممية بالتدخل

إدلب/ عباس إدلبي

الوضع المعيشي والانساني بتدهور مستمر في شمال غرب البلاد ولا سيما سكان المخيمات المتناثرة في عموم شمال غرب البلاد من حدود اللاذقية غربا وحتى غرب حلب شرقا ومن جبل الزاوية وسهل الغاب جنوبا حتى الشريط الحدودي شمالا ،معاناة مستمرة وآلام يومية تتكرر كل صباح بعد ليلة قضيت بين براثن الجوع والقهر.

في هذا العدد تطرقنا للحالة المأساوية لمخيم الارامل فور سماع نداء الاستغاثة التي اطلقته ادارة المخيم بهدف تسليط الاضواء حول معاناتهم  ،الامر الذي دعانا لزيارة المخيم والوقوف حول معاناته التي لطالما كنا ومازلنا نحن الاقرب من الواقع بعيدا عن باقي القنوات والصحف المسيسة التي تقلب الحقائق وتزورها لتقديم تلك اللوحة الجميلة عن تلك المنطقة واخفاء تلك الحقائق ودثرها تحت عناوين منمقة ومزيفة ولا تمت للواقع بصلة.

مخيم (سنا) مخيم مخصص للأرامل وذوي قتلى الحرب يقع في اقصى شمال غرب البلاد وتحديدا في منطقة حارم كان البحث عليه امرا شاقا بسبب وقوعه بين الجبال المطلة على الاراضي التركية وعند الاقتراب منه حذرنا بعض السكان من التوغل اكثر في شؤون المخيم دون ترخيص من مكتب دائرة  الاعلام في ادلب الا اننا وبسبب خصوصية صحيفتنا آثرنا الدخول ولقاء بعض قاطنيه.

وخلال اطلاعنا على وضع المخيم لاحظنا الوضع المأساوي للحالة الفنية للمخيم اذ انه يفتقد لاهم المقومات التي يحتاجها اي مخيم اذ لأبنية تحتية ولا سياج آمن  والخيام مهترئة والفقر سيد الموقف.

وخلال جولتنا تحدثنا مع مديرة المخيم السيدة فاطمة ح.ي والذي رفضت ذكر اسمها الصريح لأسبابها الخاصة حيث حدثتنا عن بعض معاناتهم قائلة.

نحن هنا منذ خمس سنوات يقيم بالمخيم اكثر من ثلاثمائة ارملة مع اطفالها الذين هم دون الخامسة عشر سنة وسكان المخيم من جميع المناطق والمدن السورية ،اقيم هذا المخيم بدعم من منظمة ساعد الخيرية وظلت ترعاه حتى عام 2020 وبعدها انتهى عقدها واصبحنا بدون اي دعم مباشر .وبسبب بعد المخيم عن المناطق المأهولة وصعوبة الوصول إليه عزفت معظم المنظمات عن تأمين الدعم سوى بعض الجمعيات الخيرية المحلية التي تقدم لنا بعض الدعم الخجول .

وعن اهم متطلبات سكان المخيم قالت السيدة فاطمة ان اهم ما يلزمنا للمخيم اغطية للخيام ونقطة طبية وسلة اغاثية ثابتة لجميع سكان المخيم.

واثناء جولتنا ضمن المخيم بمرافقة السيدة فاطمة تحدثنا مع بعض النسوة حول معاناتهم فكان ممن التقينا معهم ارملة شهيد وام لخمسة اطفال وبعد التعرف عليها والتي اطلقت على نفسها ام عمر حيث حدثتنا عن معاناتها شخصيا وعن اوضاع المخيم عامة قائلة .نحنا هنا نموت بشكل يومي اذ لا دعم ولا رعاية صحية، الامراض منتشرة والجوع يقض مضاجعنا ،اطفالنا بدون تعليم واذا ما اردنا ارسالهم للمدرسة هذا يعني السير على الاقدام مسافة ثلاثة كيلو مترات وبسبب الاحوال الجوية السائدة لا يمكننا ارسالهم ولا يوجد اي دعم طبي او اغاثي للمخيم وقد ناشدنا المنظمات الانسانية مرات عديدة ولاكن دون جدوى.

وفي نهاية جولتنا للمخيم الذي يعد من اسوء المخيمات على الاطلاق  من جميع النواحي الخدمية والصحية والذي من المفترض ان يكون وضعه افضل بكثير عما شاهدناه الا ان الجشع والفساد المستشري بين المنظمات والحكومات قد سرق انظارهم عن ما يجري في هذا المخيم وغيره منشغلين بإقامة الملاعب والدوارات وتعبيد الطرقات تاركين النازحين بين مطرقة الجوع وسندان الامراض.