لكل السوريين

محافظة درعا.. شتاء صعب وأزمة مستمرة

اعتاد أهالي محافظة درعا مع قدوم شهر أيلول، تأمين مستلزمات التدفئة لفصل الشتاء البارد. وفي هذا العام باتت خيارات التدفئة خلال الفصل صعبة جداً وغير متاحة للجميع، وأصبح اختيار وسيلة تدفئة تناسب دخل الأسرة يقلق معظم الأسر في المحافظة، حيث تنحصر الخيارات بين المازوت والحطب والملابس القديمة وأوراق الشجر الجافة وغيرها من الأشياء المتاحة.

ولم يتمكن أغلب الأهالي من تأمين المازوت أو الحطب نظراً لارتفاع الأسعار الفاحش، حيث وصل سعر الليتر الواحد من المازوت إلى سبعة آلاف ليرة سورية بالسوق السوداء، في حين وصل سعر طن الحطب إلى مليون و200 ألف ليرة سورية، وهو في تزايد مستمر.

ومع دخول فصل الشتاء تزايدت الأعباء على الأهالي في ظل الأزمة المعيشية الخانقة التي تخيم على معظم الأسر في المحافظة.

وفاقم معاناتهم انخفاض معدل الدخل وما قابله من ارتفاع مستمر في أسعار المحروقات الذي تسببت بارتفاع كبير في أسعار مختلف المواد الأخرى، بما قلل من قدرة الكثيرين على تأمين وسائل التدفئة، ودفعهم الى استخدام وسائل بديلة تشكل خطراً على صحتهم.

شح المحروقات

يشتكي أهالي المحافظة من شح في المحروقات، وتخصيص كميات قليلة من مازوت التدفئة التي تقدمها الحكومة بالسعر المدعوم، حيث أعلنت وزارة النفط السورية الشهر الماضي، بدء التسجيل على مازوت التدفئة بكمية خمسين ليتراً لكل عائلة كدفعة أولى.

وحسب عدة مصادر محلية لا يحصل الكثيرون على مخصصاتهم من الدفعة الثانية إلّا بعد نهاية فصل الشتاء، وغالباً لا يحصل معظمهم عليها نهائياً، فيما لا تقل احتياجات الأسرة من المازوت عن مئتي ليتر خلال شهر واحد.

وباتت تعبئة برميل من المازوت وهماً هذا العام حيث تجاوز ثمنه المليون ونصف ليرة سورية، ويغطي احتياجات الأسرة الواحدة لمدة شهر واحد فقط.

وبات تأمين مستلزمات التدفئة عبئاً ثقيلاً على كاهل الأسر التي تواجه صعوبات كبيرة في تأمين الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية اليومية.

يذكر أن ارتفاع الأسعار طال المدافئ أيضاً، حيث تراوح سعر مدفأة المازوت بين 80 ألف و400 ألف ليرة حسب حجمها ونوعها، بينما تراوح سعر مدفأة الحطب بين200 ألف ومليون ونصف ليرة، مما ساهم بزيادة أعباء الأهالي، وتعميق أزمة التدفئة المرشحة للتصاعد في الأشهر القليلة القادمة عندما يشتد برد فصل الشتاء.