لكل السوريين

ارتفاع أسعار زيت الزيتون بطرطوس نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، دور الحكومة يقتصر على المعنويات

طرطوس/ ا ـ ن

لعبت التغيرات المناخية دورا كبيرا بالتأثير على إنتاج الزيتون هذا العام 2022، إضافة الى الصعوبات التي تواجه المزارعون في تأمين مستلزمات الإنتاج، وارتفاع أسعار المحروقات وتكاليف النقل فضلا عن رفع المعاصر لأسعارها، في ظل غياب الدعم الحكومي عن المزارعين.

أبو يوشع مزارع، من قضاء صافيتا، قال لمراسلتنا “منذ بدء موسم القطاف بالشهر الماضي تشرين اول، ونحن نعاني من ارتفاع كل تكاليف الإنتاج، لا يمكن لنا أن نبيع بالأسعار الحالية، فتكاليف النقل والعصر وأجور اليد العاملة كلها ارتفعت بنسب كبيرة، ولا يوجد أي دعم حكومي”.

المهندس الزراعي أبو ماجد وهو ملاك ومزارع لشجر الزيتون , من ريف بانياس، أوضح “الانتقادات التي يتعرض لها المنتجين بسبب رفعهم لأسعار زيت الزيتون، كثيرة ومحقة، لكنه يؤكد أنه لا خيار أمامه سوى رفع الأسعار بسبب ارتفاع التكاليف، التي يتحملها المستهلك بطبيعة الحال، خاصة مع غياب الدعم الحكومي للمزارع وتأمين مستلزمات الإنتاج لتخفيض التكاليف”.

ويضيف “بالتأكيد فإن أي تخفيض لتكاليف الإنتاج سيكون من صالح المستهلك، والعكس صحيح، فبما أن التكاليف مرتفعة فسيدفعها المستهلك، سمعنا كثيرا عن الوعود المتعلقة بتأمين المستلزمات والمحروقات بأسعار مدعومة لكننا لم نتلقى سوى الوعود, وقد برر المسؤولون الحكوميون عدم دعم الفلاحين بالمحروقات المدعومة، بانخفاض الكميات المتاحة أمام الحكومة من المواد النفطية”.

ويشير قائلا “إن الكمية المتاحة للتوزيع من البنزين  3.5 ملايين ليتر يوميا بينما الحاجة تصل إلى أربعة ملايين ونصف مليون لتر وعدم إمكانية توزيع المادة بوتيرة أسرع، إلا بزيادة الضخ وهو غير متاح حاليا , ويستهلك قطاع النقل 44 بالمئة من إجمالي المازوت الموزع”.

مالك محمد، ملاك كبير لشجر الزيتون، وهو من ريف القدموس وهو مدرس تاريخ متقاعد، أكد أن التغيرات المناخية، أثرت على الإنتاج بشكل كبير، وذلك رغم أن أشجار الزيتون معروفة بمرونتها أمام نقص المياه والجفاف، شجرة الزيتون، تعد أحد أقدم المحاصيل وأكثرها رمزية في مناطق البحر الأبيض المتوسط، فالفينيقيون هم من طوروا زراعة شجرة الزيتون في مناطق البحر الأبيض المتوسط، وبعد ذلك بدأت تنمو في أوروبا وخصوصا إسبانيا، التي تعد الآن أكبر منتج ومصدر في العالم.

ويضيف “لقد تعرضنا هذه السنة الى احدى الآفات التي لم يستطع مزارعو الزيتون محاربتها وأثرت في إنتاج هذا العام، هي الحشرات من دودة ثمار الزيتون، وعدم قدرة المزارعين على محاربتها يرجع إلى فقدانهم للمصائد الفرمونية المفقودة، والتي كانت توزعها دائرة الوقاية في مديرية الزراعة، تجارتنا الأساسية هي زراعة الزيتون والتجارة بالزيت منذ زمن الأجداد، الآن نعيش انخفاض غير مسبوق بالإنتاج، وجاء ارتفاع التكاليف ليزيد من المعاناة، وفي النتيجة نلقى اتهامات برفع الأسعار، حقيقة لا خيار آخر، فتكاليف الإنتاج أرهقت الجميع”.

يذكر أن مجلس الوزراء السوري وافق على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة تأييد مقترح وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بتمديد قرارات وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية المتعلقة بمنع تصدير عدة مواد بينها زيت الزيتون حتى نهاية 2022، بشكله الدوكمة، أو المعبأ بعبوات تزيد على سعة 5 ليترات.