لكل السوريين

مزارعو كوباني يشتكون من ارتفاع أسعار السماد، وشركة التطوير توضح الأسباب

تتواصل معاناة المزارعين السوريين في هذا العام، ولا سيما مزارعي كوباني الذين تكبدوا خسائر فادحة نهاية العام الماضي بعد أن زادت تركيا من تهديداتها لاحتلال المدينة وأريافها، وتكمن معاناتهم هذا العام في كيفية تأمين الأسمدة لأراضيهم التي أصروا على زراعتها، وإن كان على مقربة من الحدود السورية التركية.

ويشتكي المزارعون في كوباني وأريافها، من ارتفاع أسعار الأسمدة في هذه الفترة، ولا سيما التي يشترونها من شركة تطوير المجتمع الزراعي، حيث وصل سعر الطن الواحد من السماد إلى 400 ألف ليرة سورية، مما سيؤدي إلى تخفيف كمية السماد التي ترش في الأراضي.

واعتاد عمر ويسو وهو مزارع من قرية عوينة بريف كوباني الغربي أن يرش كمية 50 كغ للدونم الواحد في كل موسم، لكنه هذا العام سيضطر لتقليل الكمية المخصصة بسبب ارتفاع سعر الأسمدة قياسا بالعام الماضي، بحسب قوله.

ويقوم مزارعو كوباني بشراء الأسمدة بالعملة الأجنبية من شركة تطوير المجتمع الزراعي في مدينة كوباني، والتي تستوردها عن طريق معبر سيمالكا مع إقليم كردستان العراق، ليتم تسليمها إلى مديرية الزراعة في المدينة والتي تقوم بدورها بتنظيم عمليات بيعها للمزارعين.

وطالب ويسو مديرية الزراعة بتسهيل إجراءات حصول المزارعين على الأسمدة والبذار، وذلك من خلال جعلها لاحقة الدفع، على شكل ديون، ريثما يتم الحصاد، مشيرا في الوقت عينه إلى الشركة تبيع السماد حصرا بالدولار الأمريكي، بينما تشتري المحصول بالعملة المحلية.

ويساهم رش الأسمدة في الأراضي الزراعية على تقوية المحاصيل وزيادة إنتاجها، لا سيما خلال السنوات المطيرة، حيث يتم رش نوع الأسمدة بحسب أنواع المحاصيل ومواسم زراعتها.

وأوضح عضو مديرية الزراعة فهد عباس أن “المديرية لا تستطيع البيع بالدين، لأنها تستورد السماد من خارج سوريا، وإمكانياتها ضعيفة حاليا”.

عباس، أشار إلى أن المديرية تلقت شكاوٍ عدة بهذه الموضوع، معتبرا أن المديرية هي وسيط بين شركة التطوير الزراعي والفلاحين.

بدوره، محمد خليل، مدير شركة التطوير الزراعي في كوباني ومنطقة الفرات، نوه إلى أن الشركة تستورد السماد من خارج سوريا، وتبيعه على المزارعين والفلاحين بسعر التكلفة، ولا تنظر إلى الموضوع كتجارة، بل تهدف لمساعدة الفلاحين.

وتوقع الدخيل أن تقوم الإدارة الذاتية بشراء القمح من الفلاحين، خلال الموسم القادم، بسعر أعلى من العام الفائت، لمراعاة زيادة تكاليف تأمين البذار والسماد والمصاريف الأخرى.

وانخفض سعر طن السماد “يوريا 46″، الشهر الماضي، من /400/ دولار إلى /380/ دولار بعد محاولات الشركة في البحث عن مصادر أخرى لشراء السماد، بحسب ما لفت إليه الدخيل، مضيفاً أنهم سيستمرون في البحث عن بدائل ومصادر أخرى لتأمين السماد بسعر أرخص مع الحفاظ على جودته.

ويبلغ سعر طن السماد في السوق السوداء بمدينة كوباني /430/ دولار، أي يزيد /50/ دولار عن سعر السماد في شركة تطوير المجتمع الزراعي.